إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) وزارة أحمد نجيب الهلالي باشا
"النظارات والوزارات المصرية، مركز وثائق تاريخ مصر، ج 1، ص 505 - 511"

جواب
حضرة صاحب المعالى أحمد نجيب الهلالى باشا

مولاى

         أتقدم إلى سدتكم الكريمة بأخلص الولاء، وأبلغ الشكر على ما أوليتمونى من ثقة غالية بتقليدي منصب الرئاسة، وإنى لأقدر حق القدر ما فى قبول هذا المنصب من الأعباء والتبعات في هذه المرحلة الدقيقة التى تجتازها البلاد، ولكنى استخرت الله في امتثال كريم أمركم، وسامي توجيهكم، والله المسئول أن يوفقنى لخير البلاد في ظل ظليل من رعايتكم، وعلى عهد الله أن أمضى في الحكم على صراط مستقيم، وبقلب سليم، لا يداجى ولا يوارى، باذلا وسعى مستندًا جهدى فى تحقيق أهداف البلاد فى الجلاء ووحدة الوادى، وهى الأهداف التى تعلقت بها إرادتكم السامية، وباركتها أوامركم العالية، فأصبحت بمشيئة الله وبيمن طالعكم، وبفضل تأييدكم ملحوظة التوفيق قريبة المتناول، سهلة المرام.

         وفى تحقيق هذه الأهداف العزيزة الغالية لا أرى بداً من إزالة العوائق والحوائل باقرار الأمن وحسم الفساد، وفى ذلك أعاهد جلالتكم وأعاهد الأمة على أن أجعل نصب عينى استتباب النظام والسكينة والأمن والطمأنينة، لسكان مصر أجمعين، بحيث لا يضطرب الأمن ولا تنتقض الأمور، بسبب التراخى أو الفتور، ولا تستهدف البلاد من جديد لما استهدفت له من الفوضى والدمار، ولذلك سأعمل جاهداً للقضاء على أسباب الفتنة، مقلماً لأظفارها، قاضياً عليها فى أوكارها، بعد أن شفت عن نياتها، ووعظتنا بعظاتها.

         وفى حسم الفساد أعاهد جلالتكم على أنى وزملائى لن نوادع الفساد ولن نهادنه، لتجرى الأمور على استتقامة ونظام، لأن صفات كل أمة هى مقياس عظمتها، ولأن هيبة مصر رهينة بصلاحها، وما أولاها وهى مصممة على أن تذود عن حقها وتستوجبه، بأن ترعى في إدارة شئونها الحق وترقبه، وما أولاها وهى ترمى مرمى بعيدًا في المجد والرفعة، بأن تتقدم بأسباب الكرامة والمهابة حافلة حاشدة، فإن ذلك من شأنه أن يعلى قدرها، وأن يرفع لها ذكرها، على أن كتم المستفيض سذاجة، ومساوئ بعض من حكمونا، بادية لأصدقائنا وخصومنا، وترك الحساب عليها مسبة تبقى فى أعقابنا، وتعاوننا ينبغي أن يكون تعاونًا بالفضيلة لا تعاونا بالمنفعة ولذلك يجمل بنا، بل يجب علينا، أن لا يصرفنا واجب عن واجب، لأن الجهاد يزداد بالفضائل قوة ونورا وكمالا، ولنا ملء الثقة بأن الأخيار سيستمعون إلينا، استجابة لصوت الضمير، وإجلالا للعفة والنزاهة والأمانة، وتجنبًا للمعرة وسوء السمعة، وما من أمة أغضت عن الفساد إلا تضعضعت قواها، وانحلت عراها، وقد دب الفساد فى حياتنا السياسية حتى أصبح اشتغال بعض الناس بها تجارة ومرابحة، ومصدرًا من مصادر الإيراد، بلا استحياء ولا استنكاف،

<2>