إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



الجلاء في عهد الثورة
1 - محاضر المفاوضات - تابع (6) محضر الاجتماع السادس الذي عقد برئاسة مجلس الوزراء يوم 6 مايو 1953
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص765 - 774"

        وأما بالنسبة للنقطة "هـ" فهي سواء فى مشروعينا، ولذلك فهى مقبولة.

        وزير الخارجية - نود أن ننسحب لنتحدث مع بعضنا.

        انفض الاجتماع وانسحب الجانب المصري إلى القاعة المجاورة لقاعة الاجتماع.

        ثم استؤنف الاجتماع بعد فترة وجيزة.

        وزير الخارجية - أرجو أن تسمحوا لي يا سيدي الرئيس بأن أبدأ حديثي بأن أذكركم بأن هذا هو سادس اجتماع لنا فقد تقابلنا في ست جلسات طويلة مضنية، وكنا نحسب أن الأمر لن يحتاج إلى كل هذه الاجتماعات الطويلة، بل ولا أكون صادقا فى تعبيرى عن وجهة نظر الفريق المصري، إذا لم أذكر لكم مقدار ما نشعر به من الاستياء بسبب بقائنا إلى اليوم في لف ودوران نجري وراء الألفاظ والعبارات دون تعرض للحقائق المادية. كما أذكر لكم كذلك مقدار استيائنا مما يعزي إلينا من أننا نعمل على الدخول في تفصيلات لا موجب لها، هي من صميم عمل اللجان. وأرى لزاما أن أقرر أن هذا زعم لا أساس له من الصحة على الإطلاق. فإننا لا نجد أمرا واحدا من الأمور التي أثارها الوفد المصري يدخل فعلا في أعمال اللجان بدلا من بحثه فيما بيننا بوصفنا هيئتين مفوضتين. ومع ذلك وجهتم إلينا هذا الاتهام منذ فترة قصيرة، فهل أراني في حاجة إلى أن أذكر أحدا منا أيها السادة أن أي مجهود نبذله هنا إنما هو توفير للوقت لا مضيعة له.

        لقد درس الوفد المصري مشروعكم الجديد فلم نر مناصا من وجوب القضاء على الجري وراء الألفاظ، وفي اعتقادي أننا قد حددنا مركزنا تحديدا كافيا بالنسبة للمسائل الرئيسية، وبينا في غير لبس أن الحكومة المصرية لا تستطيع مجرد التفكير في بقاء الفنيين الأجانب زمنا غير محدد. بل ولا إلى وقت طويل. كما بينا في جلاء أيضا أننا لا نستطيع التفكير فى وجود أية رقابة أو إدارة فنية لغير المصريين. فما الفائدة إذن من السير في تمحيص الكلمات إذا لم نكن متفقين على الأسس من الآن.

        ولا يصعب علينا أن ندرك أيها السادة أن الوفد البريطاني قد يعن له أن الوقت الحاضر والظروف الجارية تقتضي مراجعة حكومته فى لندن فإذا أردتم مهلة للتفكير أو الاتصال بلندن كان لكم ما تريدون. إذ يجب أن نتفق صراحة على المبادئ الأساسية حتى يكون سيرنا فى أعمال اللجان موفقا. بل وأذكر لكم مرة أخرى أن اللجان إذا لم يكن لها برامج أو كانت برامجها غير واضحة فإنها ولا بد أن تضل الطريق ولا تأتي بأية نتيجة، ولم يحدث من قبل أن سارت هيئة من الهيئات المنتظمة دون أن يكون لها طريق مرسوم. ويخيل إلي أنني سمعت كلمة "الصبر" على لسان السفير، والصبر بطبيعة الحال صفة جميلة ولكن لا بد وأن يكون له حد، فإذا كنا لم نلجأ إلى استعمال

<9>