إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تصريح لناطق رسمي سوري حول استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية بدمشق وايضاح الأوضاع الحالية لهم
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 208 - 210"

في محاولة مفضوحة لاستغلال علم الأمم المتحدة وفرض قوات بوليس دولية مرة ثانية الأمر الذي يعد عملية احتلال ستقاوم بالقوة.

         4 - إن استعادة الجمهورية العربية المتحدة لممارسة حقها المشروع في السيطرة الكاملة على خليج العقبة ومنع الملاحة الإسرائيلية فيه أمر قانوني وطبيعي ليس فيه جديد ولا يستحق إجراءات جديدة معينة كما تحاول ذلك إسرائيل والدوائر الاستعمارية التي تحميها. وإذا كان الغزو الثلاثي المجرم قد فرض في ذلك الوقت الملاحة الإسرائيلية كأمر واقع من خلال وجود البوليس الدولي، فلم يصدر أي قرار على الإطلاق، لا في المنظمات الدولية ولا في غيرها يؤكد حق إسرائيل في الملاحة، أو يحد بالتالي من حقوق الجمهورية العربية المتحدة المطلق في الإشراف على الخليج كمياه إقليمية عربية. وما تم اليوم هو عودة لما قبل 1956 وغسل لآخر مظاهر العدوان الثلاثي الذي شجبته الأمم المتحدة. ولذلك فإن الضجيج الدولي الذي تحاول إسرائيل والدول الاستعمارية خلقه حول الإجراء الذي اتخذته الجمهورية العربية المتحدة بالنسبة للخليج ضجيج مفضوح يجب أن لا يلقى إلا الازدراء من قبل الرأي العام الدولي المستنير وجميع الدول المحبة للحرية والسلام في العالم.

         وإن الجمهورية العربية السورية تحذر من المحاولات التي تبذل اليوم لاستغلال المنظمات الدولية لفرض الملاحة الإسرائيلية واعتبار الخليج ممرا دوليا، كما ظهر في تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإنكليز بصورة خاصة وإن سورية تعلن بكل وضوح وقوفها بكل قواها إلى جانب الجمهورية العربية المتحدة في مقاومتها المطلقة بما في ذلك المقاومة المسلحة ضد أية محاولة إسرائيلية لفرض ملاحتها بالقوة.

         5 - إن المحاولات المستمرة لتحميل مسؤولية النضال الفلسطيني للقطر السوري أو غيره من الأقطار العربية لتبرير العدوان والتهديد بالغزو أمر مرفوض مرة واحدة للأبد لأن الشعب العربي الفلسطيني كان له كيانه الخاص قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 حيث احتل جزء من أرضه من قبل العصابات الإسرائيلية واقتطع الجزء الآخر للحكم الملكي العميل في الأردن مكافأة له على خيانته لقضية فلسطين. إن هذا الشعب الذي يواجه الفناء البطيء في الخيام والتشرد والسجن والتقتيل في أقبية المخابرات الأردنية المرتبطة بالاستعمار، والذي انتظر خلال 19 سنة يقظة الضمير العالمي وتطبيق القرارات المتعددة التي صدرت لصالحه في المنظمات الدولية لم يلق إلا الإهمال ومحاولات التذويب فهو إذن على حق في أن يناضل بمختلف الوسائل من أجل حق تقرير المصير وتحرير الوطن هذا الحق الذي كفله له الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكرسته مبادئ الأمم المتحدة. وبالتالي فإن النضال المشروع الذي يخوضه الشعب العربي الفلسطيني أمر لا يمكن تحميل مسؤوليته لأي قطر آخر من الناحية القانونية والدولية، كما أن هذا الشعب لا يقبل الوصاية عليه من أي كان، وإن على جميع الشعوب المحبة للسلام والمؤمنة بالحرية والكرامة الإنسانية أن تكون إلى جانب نضال هذا الشعب العادل لاسترداد حقوقه المغتصبة كغيره من شعوب الأرض المناضلة في العالم علما بأن هذا الشعب الذي لا يزال يعتبر نفسه في حالة حرب مع العدو المحتل، ليس طرفا في اتفاقية الهدنة ولا يمكن أن يحاسب على هذا الأساس.

         6 - أما محاولات الولايات المتحدة وبريطانيا لفرض وصايتها على المنطقة وعلى نضال الشعوب من خلال ما أسمي ببيان الرئيس كنيدي عن أوضاع الشرق الأوسط أو تصريحات جونسون أو ويلسون فإنها مرفوضة جملة وتفصيلا شكلا ومضمونا، لأنه لا يمكن لأي شعب في العالم يعاني العدوان والاحتلال أن يقبل أية وصاية على نضاله البطولي والمشروع لمقاومة العدوان وإنهاء الاحتلال وإن الضمير العالمي والمنطق الموضوعي الصحيح لا يمكن أن يقبل المقارنة والمساواة بين الشعب العربي المعتدى عليه في أكثر أجزاء وطنه وبين المعتدين الذين يمارسون الاحتلال المباشر والنهب الاحتكاري المستمر.

         7 - إن اعتماد الدول الاستعمارية وإسرائيل على عامل الزمن لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق التعاون مع الأنظمة الرجعية الخائنة في الوطن العربي أمر لا يمكن أن يتحقق بأي شكل من الأشكال. ولقد برهنت الأوضاع الحالية ويقظة الأمة العربية من محيطها إلى خليجها واستعدادها المطلق لخوض معركة المصير إن قضية فلسطين لا تزال قضية العرب الأساسية المقدسة ولا تزال دامية في ضمير كل إنسان عربي. وعلى جميع الدول المحبة للحرية في العالم أن تعيد

<2>