إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) تصريح لناطق رسمي سوري حول استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية بدمشق وايضاح الأوضاع الحالية لهم
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 208 - 210"

النظر بهذه المسألة الخطيرة التي لا يمكن للسلام ان يستتب ما لم تحل لصالح الحق والعدالة وان على هذه الدول ان تحدد موقفها مجددا من هذه القاعدة الاستعمارية العدوانية المسماة باسرائيل بعد ان تأكد لجميع شعوب الارض من خلال تجربة وجودها المريرة خلال الـ 19 سنة الماضية انها ليست سوى ثكنة امامية لحماية المصالح الاستعمارية في المنطقة وجسر لتسلل الاستعمار الجديد الى بلدان اسيا وافريقيا. ولذلك فان الجمهورية العربية السورية تناشد جميع الدول أن تعيد النظر في وجود اسرائيل اصلا، واذا كانت قضية خلق اسرائيل عام 1948 قد انطلت على بعض الدول المحبة للحرية في العالم بسبب وقوع اكثر أقطار الوطن العربي في ذلك الوقت تحت نير الاحتلال الاجنبي المباشر وتحكم البورجوازية العميلة في الجزء الصغير المستقل حديثا منه والضغط المخيف الذي مارسته الولايات المتحدة لفرض هذا الكيان المصطنع، فان تحرر الوطن العربي اليوم في اكثر اجزائه ويقظة الجماهير الكادحة وسيطرة القوى التقدمية والثورية على الحكم في عدد من الاقطار قد أوضح للرأي العام العالمي حقيقة الوجود الاسرائيلي الاستعماري ومحاولات الامبريالية الدولية استخدام هذا الوجود لابقاء التجزئة والتخلف وحماية الانظمة الرجعية المتعفنة واستمرار الاحتكارات النفطية والنهب الاستعماري الجشع الرهيب في ارض الوطن العربي الكبير. كما ان استقلال عدد كبير من الشعوب المناضلة في القارات الثلاث وازدياد نفوذ القوى الاشتراكية والتقدمية في السياسة الدولية، كل ذلك قد جعل الظروف ناضجة لاعادة النظر في ما يتعرض له الشعب العربي من قبل اسرائيل والاستعمار العالمي الذي يمدها بالقوة والسلاح والحماية.

         لقد آن الأوان أن يفكر العالم تفكيرا عميقا وجديا، وبصورة مبدئية وأخلاقية في هذه المسألة الفريدة من نوعها في التاريخ وأن يتحرر الكثيرون من تضليل الاجهزة الصهيونية العالمية الضخمة والاحتكارات والتروستات الاستعمارية المرتبطة بها.

         إن الشعب العربي في وطنه الكبير يخوض معركة الحق والعدالة ولا يطلب من اصدقائه في العالم الا ان يكونوا الى جانب الحق والعدالة.


<3>