إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



برقية الملك حسين إلى الرئيس جمال عبد الناصر حول الوضع العسكري في الضفة الغربية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3 ص 318 - 319"

برقية الملك حسين الى الرئيس جمال عبد الناصر
حول الوضع العسكري في الضفة الغربية.

عمان، 6/6/1967، (س 12.30)
(سعد جمعة، "المؤامرة ومعركة المصير"،
بيروت: دار الكاتب العربي، 1968،
ص 237)

            الى سيادة الاخ الرئيس جمال عبد الناصر

        أخي. الوضع متدهور للغاية، القدس في وضع سيئ للغاية، نحن نفقد دباباتنا بمعدل واحدة كل عشر دقائق، بالاضافة الى خسائرنا الجسيمة في الارواح والمعدات، في كافة الاماكن. ان العدو يركز على القوات العربية في بلدكم هذا بكل قواه، ونحن في الحقيقة نعتز بوقفتها فيه، أردنية وعراقية، تروي هذه الارض الطاهرة بالدم الزكي وتخوض فيها معركة فيها من الاستماتة والشجاعة والعزم والتصميم، ما سوف ترويه الاجيال على مر السنين، على اننا في صمودنا هذا، يا أخي، نرى هدف العدو الرئيسي هذا البلد.. ضفته الغربية التي حملنا امانة حفظها عربية منذ النكبة بكل امانة واخلاص بعد ابادة هذه القوات ، وبعد تدميرها، وتدميرنا جميعا. وهذا يتحقق مع الاسف نتيجة وجودنا دون دعم جوي، نتيجة صمودنا والتعرض للعدو منذ بداية الحركات وبكل قوانا، دون مساندة فعلية من ميمنتنا عسكريا.

        ان لاستمرار هذا الوضع نتيجة واحدة، فقدانكم وأمة العرب لهذا المعقل ولقواتها فيه عن بكرة أبيها، بعد اروع ملحمة يسجلها تاريخنا بالدم ، وكذلك فمعنى هذا انتكاسة في المجهود الحربي العربي ، قد تقارب كونها كارثة ماحقة.

        أخي، ارجو أن أضع امامك دقائق الموقف لتشاركني حمل اكبر مسؤولية واجهتها عمري.

        علمت ان الفريق اول عبد المنعم رياض قد أبرق لسيادتكم بهذا الموقف الان ، فأرجو سرعة تقدير الوضع على ضوء ما ذكرناه واياه وعسى الله أن يهدينا سواء السبيل.

        بالمناسبة اتصل بنا سفير الولايات المتحدة يحمل تأكيدا قاطعا بأنهم لم يكونوا على علم مسبق بنوايا العدو، وانهم لا يملكون حاملات في المنطقة ، وان طائرة واحدة اميركية لم تشترك في المعركة، ولن تشترك. فوجدت ان يصلكم هذا مع دقائق الموقف كاملة لأرى رأيكم. والى ان يأتي، فنحن هنا نخوض معركة انتحارية، يؤلمني فيها ان اعيش لحظاتها وأرى نتاج سنين طويلة من الجهد في بناء قوات هذا البلد ، وهي قوات امتنا العربية كلها، تدمر وهي تستبسل الى النفس الاخير بشرف ورجولة. والى جانبها ومعها قوات الشقيقة العراق ، التي وقفت شأنها دائما معنا بكل طاقاتها وامكاناتها في ارض المعركة.

        أرجو سرعة الاجابه فورا ، والسلام عليكم ورحمة الله.

أخوكم : الحسين


<1>