إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



عرض لسير العمليات في الجبهة الأردنية وضعها الفريق عبد المنعم رياض
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 401 - 403"

عرض ومناقشة لسير العمليات في الجبهة
الاردنية وضعهما الفريق عبد المنعم رياض،
قائد مركز القيادة العربية المشتركة
المتقدم في عمان.

عمان، 19/6/1967
(سعد جمعة، "المؤامرة ومعركة المصير"،
بيروت: دار الكاتب العربي، 1968،
ص 264)

        القيادة المشتركة
مركز القيادة المتقدم بعمان

        رقم القيد: (غير مذكور)

        التاريخ: 19 - 6 - 1967 م

سري للغاية

مناقشة موضوعية لسير العمليات في الجبهة
الاردنية والاستنتاجات والدروس المستفادة منها

      1 - لم تكن هذه المعركة من وجهة نظر مسرح عمليات الجبهة الاردنية معركة متكافئة بأي حال من الاحوال، ولم يكن في الامكان أن تنتهي الا الى النتيجة التي انتهينا اليها فعلا. فمن ناحية قد أدت المفاجأة التي منيت بها القوات الجوية في ج . ع . م . الى حصول العدو على السيطرة الجوية عموما منذ أولى ساعات العمليات، وبالتالي تكبدت القوات الجوية السورية خسائر كبيرة استبعدتها عمليا من جو المعركة، مما أدى الى خوض المعركة في الجبهة الاردنية بلا معاونة أو غطاء جوي يذكر، واصبح العدو في موقف متميز الى حد كبير، اذ كان يقوم بتدمير قواتنا جوا ثم يتقدم بقواته البرية عندئذ بلا عناء.

      ولو أن القوات الجوية العراقية والاردنية قدمت كل ما في طاقاتها المحدودة عددا، الا ان ذلك لم يكن كافيا بأي حال لمعاونة القوات البرية أو لتغطية عملياتها جوا، وذلك يرجع أساسا الى قلة عدد الطائرات وعدم وجود مطارات في الجبهة الاردنية تسمح للمقاتلات العراقية المحدودة المدى بالعمل منها لتغطية عمليات القوات البرية الاردنية.

      وعليه، كاستنتاج عام، فان المعركة كانت معركة جوية اولا واخيرا حصل فيها العدو على السيطرة الجوية منذ الساعات الاولى وسهل ذلك لقواته البرية النجاح بلا عناء كبير.

      وقد قاتلت الوحدات الاردنية قتالا مريرا في ظروف غير مقبولة، وأدت واجبها بكل أمانة وشرف، ولكن الموقف الجوي المطلق لصالح العدو لم يمكنها من أداء مهمتها.

      2 - هناك بعض نقاط كانت مثار تساؤل ومناقشة بحق، وقد قمت بتفسيرها للسادة القادة، ألخص أهمها فيما يلي:
      أ - في اليوم الاول للعمليات صدرت الاوامر للواء 60 مدرع بتعزيز قطاع الخليل وللواء 40 مدرع بأن يحل محله كاحتياطي في موقع النبي موسى خلف محور القدس شمال البحر الميت، ثم ألغيت هذه الاوامر وصدرت الاوامر الى ل 40 م بتعزيز قطاع جنين، وكان تحركه الاول سببا في تأخيره مدة ساعتين.

وللاجابة علي ذلك أورد الاتي:

      أ - بناء على المعلومات عن العدو المتيسرة عندئذ كان تركيز قوات العدو ومدرعاته حول منطقة بير سبع وما غربها، ولم توجد أية معلومات عن تركيز مدرعاته في الشمال، وكان الموقف عندئذ يوحي بأن العدو قد يلجأ الى الهجوم على محورين : (محور القدس - النبي موسى) و (محور الخليل) شمال البحر الميت.

      وكان قطاع الخليل مدافعا عنه بلواء حطين على مواجهة واسعة، وكان الموقف فعلا يستدعي تعزيز قطاع الخليل بلواء 60 مدرع، وخصوصا بعد أن بدأ

<1>