إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) عرض لسير العمليات في الجبهة الأردنية وضعها الفريق عبد المنعم رياض
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 401 - 403"

وصول وحدات اللواء الثامن العراقي. ولما اتضح اتجاه هجوم العدو على محور القدس شمال البحر الميت عن طريق اريحا واقترن بتركيز مجهوده على اتجاه جنين - طوباس ألغيت هذه التعليمات وصدر الامر للواء 40 مدرع بتعزيز قاطع جنين.

        وفي رأيي ان الوضع الاول هو الذي كان اكثر احتمالا طبقا لمعلومات الاستخبارات المتيسرة عندئذ، وان تغيير الاوضاع اثناء المعركة طبقا لموقف جديد ظهر كمفاجأة هو اجراء سليم أيضا، فقط يلزم تفهمه.

        ب - في النصف الثاني ليوم 6 - 6، وبعد اختراق العدو لقطاع جنين رغم تدعيمه باللواء 40 مدرع ونجاح العدو في الاختراق شمال القدس واتجاهه الى اريحا، اصبح الموقف واضحا في اننا نواجه احد امرين:

        إما الاستمرار في القتال وهذا يعني امكان وصول العدو الى منطقة الوادي شمال البحر الميت وتطويق القوات الاردنية بالكامل، أو الانسحاب الى الضفة الشرقية.

        وكان الرأي الثاني هو الحل المعقول عسكريا، وعليه فقد صدرت التعليمات لجميع الوحدات بذلك.

        الا انه خلال ليل 6 - 7 صدر قرار مجلس الامن بايقاف القتال، وكان هناك أمل في تطبيق هذا الامر من ناحية العدو نتيجة للضغط السياسي عليه، وبناء على ذلك فقد عاد الأمل يراودنا في الاحتفاظ بمعظم الضفة الغربية والقدس والتي كان قرار الانسحاب منها يعز علينا جميعا، وعليه فقد صدرت الاوامر بالغاء الامر الاول سعت 235. ي 7/6.

        وما حدث بعد ذلك كان عكس ما تمنينا، واستمر العدو في القتال بغية الوصول الى الوادي مما اضطرنا إلى تأجيل أمر الانسحاب الى اليوم التالي 7/6، وهذا أحدث خسائر أكبر في القوات الاردنية وخصوصا في لواء حطين الذي تكبد خسائر كبيرة أثناء انسحابه نهارا تحت قصف جوي عنيف.

        الا انني أرى ان التضحية كانت تساوي الامل الذي كان يراودنا.

الدروس المستفادة من المعركة

        1 - ان خوض معركة مع العدو يلزم التنسيق والتحضير المسبق، والذي حدث هو ان القيادة العربية الموحدة التي كانت قائمة بهذا العمل قد شلت أيديها قبل المعركة بحوالي سنة، وعليه لم يكن هنا تنسيق بالمعنى المفهوم، ولم يكن هناك تجهيز لمسرح العمليات بشكل مقبول، والقيادة المتقدمة التي شكلت قبل المعركة بأيام لم يكن في وسعها ان تفعل أكثر مما فعلت، وهذا خطأ بين للسياسة العربية التي جنت على الجندية العربية قبل ان تجني عليها اسرائيل.

        2 - لا معركة بدون دفاع جوي ومعاونة جوية مقبولة وما يلزمها من تجهيز مطارات ومواصلات، وقد خاضت القوات الاردنية والعراقية المعركة ببسالة منقطعة النظير، ولكن ذلك لا يكفي. واني على يقين من انه لو أمن للوحدات أقل ما يمكن من الغطاء الجوي والمعاونة الجوية لاخذت المعركة شكلا اخر.

        3 - تشكيل القوات الاردنية ينقصه الدفاع الذاتي البعيد ضد الدرع، فمدفع 106 ممتاز ولكن مداه محدود، ويجب ان يدخل ضمن تشكيل اللواء المشاة مدفع م/د طويل المدى. ويستحسن ان تدخل الدروع ضمن تشكيل اللواء المشاة بما لا يضطرنا الى دعمها اثناء المعركة بأسلحة مضادة للدبابات وفرط عقد لواءات الدروع.

        4 - تشكلت القوات الاردنية من ألوية خصصت جميعها لقيادة الضفة الغربية مما أدى الى تعامل هذه القيادة مع سبعة ألوية، وهو امر غير عملي. يجب انشاء قيادة مجموعة ألوية أو قيادة فرقة لكل ثلاث لواءات لتكون مسؤولة عن تنسيق عملها على المحاور المختلفة.

        5 - كثر انقطاع المواصلات اثناء المعركة، مما أدى الى فقدان السيطرة في كثير من الاحيان، وفقدان السيطرة معناه فقدان المعركة، لذا يجب اعادة دراسة وسائل الاتصال المباشر وتدعيمها بشبكات تبادلية واحتياطية.

<2>