إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) وقائع محاكمة اللواء متقاعد عثمان نصار، قائد الفرقة الثالثة مشاة سابقاً

          تعين اللواء عثمان نصار يوم 25 مايو قائداً للفرقة الثالثة المشاة التي كانت تحتل النطاق الدفاعي الثاني في سيناء حول الحسنة ومعها أسلحة الدعم، ويحتوي سجله على 3 فترات:

الفترة الأولى وقعت في المنطقة بين جبل لبنى وبير لحفن، واستغرقت 13 ساعة بدأت بين الساعة 9 مساء يوم 5 يونيه إلى حوالي الساعة 10 صباح يوم 6 يونيه، وقد فشل خلالها في إجراء ضربة مضادة وقوية ضد قوى العدو، رغم وجود تدخل قوي معاد ورغم وجود أسلحة دعم معه.

الفترة الثانية وقعت حول الحسنة بعد ظهر يوم 6 يونيه وقد ألح خلالها على قائد الجيش الميداني أن يوافق على انسحاب قواته إلى الخلف فلم يوافق، ثم عاد وطلب انتقال مركز قيادته إلى منطقة جنوبي الحسنة، رغم أن الموقف الفعلي لم يكن يبرر ذلك.

المرحلة الثالثة وقعت فيما بين الحسنة والقاهرة، واستغرقت 22 ساعة، من الساعة 7 مساء 6 يونيه و5 مساء 7 يونيه، وقد تغيب خلالها عن مركز قيادته تحت زعم حضور مؤتمر في الميدان مع قائد الجيش الميداني ومغادرته مسرح سيناء، رغم تكليف قائد الجيش له بالعودة فوراً للميدان وتكليفه بمهام خطيرة، وتواجد صباح 7 يونيه بالإسماعيلية ثم بالقاهرة عصراً.

          وأنا لا أقرأ كل التفاصيل، وإنما أتعرض للخلاصة.. فرغم أنه توفرت له المعلومات الكافية والقوات والمهام الواضحة لشن ضربة مضادة، لكنه أهمل اتخاذ إجراءات المعركة الصحيحة، فأدخل قواته في كمين مدرع معاد وفقد السيطرة على قواته ولم يتمكن من أن يدمر قوات العدو رغم توفر 75 دبابة معه وكتيبتين مشاة، علاوة على انعدام النشاط الجوي المعادي، كما تسبب ارتداد اللواء عثمان نصار دون إخطار قائد الجيش الميداني في فتح طريق المناورة أمام العدو، مما مكن العدو من سرعة الوصول إلى نطاق الدفاع الثاني، وعاد بعد فشله في الضربة المضادة إلى قيادة الفرقة الثالثة مشاة في الساعة 4.15 مساء 6 يونيه.

ملخص أحداث الفترة الثانية: وفي الساعة 4.15 يوم 6 يونيه بدأت طلائع العدو تلتحم مع جوانب الفرقة، فتصدى لها اللواء الثاني حتى 1.30 يوم 7 يونيه، واتصل اللواء نصار بالقائد الميداني طالباً التصديق على ارتداده مرة أخرى من الحسنة إلى الخلف ليدخل في حمى الفرقة الرابعة المدرعة، ولما رفض قائد الجيش الميداني هذا الطلب لعدم وجود ما يبرره، عاد فاتصل به في الساعة السابعة مساء وطلب انتقال مركز قيادة الفرقة إلى موقع تبادلي جنوب الحسنة للابتعاد به عن موقع تهديد العدو، وما إن صدق له، حتى أخطر رئيس أركان الفرقة بالتصديق وأبلغه أنه قائم للتوجه إلى قيادة الجيش لحضور مؤتمر هناك، وهذا كذب وهروب.

          ثم غادر مركز قيادة الفرقة وهي في التحام مباشر مع العدو، وتجتاز ظروفاً تتطلب وجود القائد بين جنوده.

<2>