إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تصريحات الفريق أول محمد فوزي، عن التطورات التي أدخلت على القوات المسلحة منذ حرب يونيه

المقاتل. وأضيف إليه لفظا آخر أصبح ضروريا هو "المقاتل الصالح" ، وأصبح ضروريا أن يكون الجندي المقاتل الصالح فردا من مستوى ثقافي معين، ومن هنا دخل عنصر جديد طبق بعد المعركة وهو مبدأ الاختيار وليست القرعة- كما كان المفهوم قديما وهو مفهوم خاطئ ومبدأ غير سليم من الناحية العلمية، فإذا كان لدينا الكفاية في الرجال فلماذا لا نختار الأحسن؟ والأحسن هنا تعني المقارنة على أساس الناحية العلمية والناحية الثقافية، إذ أن هذا المطلوب سيتجاوب تجاوباً طردياً مع تعقيدات الأسلحة الحديثة، وكل تحرك في القوات المسلحة سواء في التدريب أو في التخطيط أو في مفهوم العمليات كله مبني على أسس علمية.

         ومضى الفريق أول محمد فوزي يقول:

         من ضمن النتائج التي أخذناها من المعركة السابقة هي عدم قدرة الجندي الأمي في تفهم أسلوب المعركة، بعد المعركة مباشرة كان قانون التجنيد لا يطبق التطبيق الصحيح، القانون ده اسمه قانون الخدمة الوطنية، وهو قانون إجباري على جميع الشبان اللائقين للخدمة العسكرية أعدادهم كبيرة لماذا ننتقي الأمي وهو غير مطلوب لالتزامات المعدات الحديثة، فمن هنا جاء مبدأ الاختيار ومن هنا جاءت أسبقية الالتحاق بالقوات المسلحة كي تقتصر على المتعلمين والمثقفين. وهذا وفر لنا أشياء كثيرة.

         وتحدث الفريق فوزي عن علاقة الجندي والضابط فقال : إن القاعدة المقاتلة للقوات المسلحة تتركب من معادلة بسيطة ذات ثلاثة أطراف:

         الطرف الأساسي فيها الجندي المقاتل الصالح. والطرف الثاني هو المعدة وهي أشمل من كلمة السلاح ثم القائد المباشر الذي هو الضابط الصغير. وإذا جمعنا هذه العناصر مع بعضها تكونت القاعدة المقاتلة الصالحة.

         وقال عن مفهوم المعركة إن الشعب كله يحارب. ولكن الجيش هو أداة النصر. فنحن نقول إن شعب الجمهورية العربية المتحدة يحارب شعب إسرائيل والإمكانيات الذاتية لشعب الجمهورية العربية المتحدة هي الأساس القوي الذي يؤثر في الحرب.

         وتحدث عن حركة الجماهير يومي 9 و 10 يونيه، فقال إن الإرادة الشعبية التي ظهرت في ذلك الوقت كانت بداية خط جديد التزمت به القوات المسلحة. وتلقت منه القوة والتصميم والإصرار على رفض الخسارة.

         وفعلا لولا هذه الإرادة لما تم بناء القوات المسلحة في هذا الوقت من الزمن في 7 أشهر أو 8 أشهر تمكنت القوات المسلحة من أنها تحقق الواجب عليها، ومنعت العدو من استغلال نجاحه لمعركة 5 يونيه، وكان يمكن بغير الإرادة أن تنقلب المعركة الخاسرة إلى هزيمة محققة، تستسلم فيها القوات المسلحة، ويستسلم فيها الشعب.

<2>