إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



البيان الصادر عن المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في دورة الانعقاد الثانية

البيان الصادر عن المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي
في دورة الانعقاد الثانية

القاهرة، 30 مارس 1969
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 31 مارس 1969

         إن المؤتمر القومي العام المنعقد في دورة عمله الثانية، متحملاً الأمانة التي صيغت من خلال إرادة الشعب في مثل هذا اليوم منذ عام مضى، ومسئولاً عن متابعة مراحل النضال الوطني وتوجيهها، ومعبراً عن إرادة هذه الجماهير في تعزيز الصمود والنضال حتى النصر. بعد أن استعرض ما تم إنجازه على جبهات النضال السياسي والعسكري والاقتصادي، واطلع على تطورات الموقف العربي خلال خط المواجهة مع العدو في الجبهة الغربية وفي الجبهة الشرقية وفي جبهات المقاومة المسلحة والشعبية في الأرض المحتلة. وبعد أن تابع مراحل تطور أزمة الشرق الأوسط في المحيط الدولي وموقف القوى المؤثرة فيها، وبعد أن تبين أبعاد المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف، باعتماد كامل على الاستعمار العالمي وبدعم متصل ومستمر منه، استمرار احتلاله للأرض العربية وتأكيد سيطرته الاقتصادية والإدارية عليها، تمهيداً لمدة سيطرته السياسية عليها وطرد السكان العرب منها، كما فعل في أرض فلسطين العربية سنة 48. وإذ يلاحظ التصاعد المستمر في قدرات قواتنا المسلحة تسليحاً وإعداداً وتدريبا ووصولها بنجاح كامل إلى مرحلة الدفاع النشط المتحرك والردع الفوري ورد الضربة بأشد منها.. يقدر المؤتمر أن تفاعل هذه العوامل المختلفة قد أسفر عن مرحلة مصيرية جديدة من مراحل نضالنا تضعنا وجهاً لوجه أمام الخطر، ووجهاً لوجه أمام الأمل. وتدفعنا دفعاً إلى معايشة الخطر والأمل معاً.

         ولابد للمؤتمر أن يضع تصورا لهذه المرحلة الجديدة لأنه عن طريق هذا التصور يتضح الطريق ويتحدد حجم التضحيات وتتحدد أمام ذلك كله المهام والمسئوليات التي تنتظرنا مع هذه المرحلة المصيرية الجديدة.

أولا: في مجال المواجهة السياسية

         لقد استطاع التحرك السياسي على مختلف الجبهات أن يحرك قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي في اتجاه الحق العربي، وأن يكسب الحق العربي كل يوم أرضا جديدة على امتداد العالم كله، وأن يضع العدوان الإسرائيلي في موضعه الصحيح باعتباره عملا تآمريا من جانب القوى الإمبريالية ضد حركة التحرر والتقدم في الوطن العربي، وأن يحدد طبيعة الصراع العربي - الإسرائيلي بوصفه جزء لا يتجزأ من الصراع العالمي الذي تقوده قوى التحرر ضد قوى الاستعمار، وقوى التقدم ضد القوى التي تريد فرض التخلف على الشعوب.

<1>