إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) البيان الصادر عن المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في دورة الانعقاد الثانية

         إن نموذج الصمود الرائع الذي حققته جماهير الشعب العربي هو الذي مكن من تحقيق المواجهة السياسية على النطاق العالمي بين الأمة العربية وبين إسرائيل، وهو الذي مكن للرأي العام العالمي أن يمارس ضغطه من أجل اجتماع الدول الكبرى الأربع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لتدرس وتناقش مختلف الاحتمالات التي تحيط بالموقف الخطير في منطقة الشرق الأوسط، والذي يهدد بانفجار يتجاوز تقديره كل حساب. ومهما يكن من شأن هذا الاجتماع، فإن المؤتمر لابد وأن يعود إلى التأكيد على مبدأين أساسيين لا سبيل إلى أن نحيد عنهما أو نساوم فيهما:

أولهما: إن أحداً لا يستطيع أن يفرض على الأمة العربية ما تعتبره استسلاماً لا سلاماً.

ثانيهما: إن أي قرار لا يتضمن الانسحاب الكامل غير المشروط من كافة الأراضي المحتلة هو قرار مرفوض من الأمة العربية جميعها.

         إن المواقف التي سيسفر عنها هذا الاجتماع سوف تكون معياراً جديداً وحاسماً يساعد الشعب العربي على أن يحدد لمدى طويل من هو الصديق ومن هو العدو.

         ولا بد من أن تتحمل مصالح كل دولة في الأرض العربية النتائج الطبيعية المترتبة على سياستها في تأييد العدوان مساندتها له أو شجبها للعدوان ومناصرة الحقوق المشروعة للأمة العربية. على أن ما يعنينا من هذا الاجتماع أنه يسجل نهاية مرحلة من العمل السياسي وبداية مرحلة جديدة تختلف في طبيعتها ونوعيتها عما سبقها من مراحل.

         إن العمل السياسي العربي ينبغي أن يعمل على إعداد الرأي العام العالمي لحتمية المعركة بيننا وبين إسرائيل وإلى كسب أكبر جانب ممكن من هذا الرأي العام العالمي إلى جانبنا في المعركة مع إسرائيل. ولا ينبغي بحال أن تخدع إسرائيل الرأي العام العالمي مرتين.

         وأن المؤتمر يؤدي الدور الكبير الذي تقوم به حكومة الجمهورية العربية المتحدة وشعبها في تفويت الفرصة التي تسعى إليها إسرائيل، وفي العمل على دعم التعاون بين الأمة العربية بمختلف دولها، والحفاظ على التضامن العربي في وجه الخطر المشترك الذي لا يفرق بين دولة عربية وأخرى، أو بين أرض عربية وأخرى.

ثانياً: في مجال المواجهة العسكرية

         ومع إصرار الجماهير على تخطي الهزيمة وتوفير كل إمكانيات النصر منذ أول يوم بعد النكسة، انطلق صوت القائد بأن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة.

<2>