إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رسالة الفريق أول محمد فوزي، إلى القوات المسلحة بمناسبة ذكرى الثورة

يا جنود مصر الأبطال

         إننا نصارع عدواً لا يستهان به، والمعركة بيننا وبينه ضارية وطويلة، وعلينا أن نضع أمام عيوننا على الدوام وألا تغيب عن بالنا وسط كل حملات التعمية والتمييع الحقائق الآتية:

  •  إن العدو ما زال محتلاً لجزء من أرض الوطن وهو ماض في اعتداءاته الغاشمة بلا توقف.
  •  وإن هذا العدو لن يتخلى عن الأرض المغتصبة إلا إذا أرغم على ذلك كرهاً وفرضت عليه إرادة أقوى من إرادته.
  •  وإن المعركة معركة مصير والقضية قضية وجود فإما أن نكون أو لا نكون، وأنه لا بديل أمامنا سوى النصر.

         إن واجبنا جميعًا هو أن نحبط خطط العدو وأن ندمر على الفور كل محاولاته بالعدوان التي قد تصل إلى حد المغامرات، وأن نسابق الزمن في بناء قدراتنا العسكرية وتحقيق أعلى درجات الاستعداد القتالي والكفاءة القتالية لتحرير أرض الوطن.

         وإن إيماننا بالله، وولاءنا للشعب وللثورة، وإخلاصنا لعقيدتنا ولقضية التحرير ووعينا الكامل بأهداف العدو ونواياه وإحساسنا بجسامة الخطر الذي يهدد حياة أمتنا، وثقتنا بأنفسنا وبأسلحتنا وبقادتنا، وتلبيتنا لنداء الدم الطاهر في سيناء وفي الجبهة وفي أبي زعبل وفي بحر البقر وفي كل بقعة من أرض الوطن العربي، كل ذلك سوف يمكننا دون شك من مصارعة جميع أنواع التحديات، وسوف يمنحنا أعلى درجات القدرة القتالية التي نقهر بها عدونا وننتصر عليه بإذن الله، وبذلك نحقق نموذجا رائعاً لأبناء الثورة الوطنية المناضلين الأحرار الشرفاء الذين يسترخصون حياتهم في سبيل قضية الحق والعدل والسلام.

يا جنود مصر الأبطال

         إن الإنسان العربي الذي بدأ في صنع حياته بالثورة في 23 يوليه 1952، والذي واجه على طريق نضاله الوطني ألوانا متعددة من التحديات فقهرها، وخاض في سبيل الحرية المعارك تلو المعارك فانتصر فيها، قادر بإذن الله وبأصالة الوعي الثوري، وبوضوح الرؤية أمامه عن الخطر المحدق بالوطن على المحافظة على تلك الحياة، وعلى البناء الاشتراكي الذي أقامه بالعرق والدم من أجل تحقيق الحرية الاجتماعية والحياة الحرة الكريمة له ولأولاده من بعده.

         إن هذا المجتمع العظيم الذي بنيناه في مصر على دعائم الكفاية والعدل عزيز وغال علينا وعلى كل مواطن، ولقد أصبح هذا البناء هو كل شيء في حياتنا في الحاضر والمستقبل، لكن العدو الذي حفل سجله بكل

<2>