إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) رسالة من الفريق أول محمد فوزي، إلى الفريق حماد شهاب

القمة، وعلى مستوى مؤتمرات الدفاع العربي المشترك، وكنت أنبه باستمرار إلى خطورة الأوضاع التي تترتب على عدم قيام الحكم العراقي بالتزاماته إزاء الجبهة الشرقية، وذلك ما تحويه تقارير مني، مدعمة بالوقائع معززة بالوثائق.

         وإلى جانب ذلك فإن الاعتبارات التي بنيت عليها تقديري للموقف، مما ترتب عليه صدور توجيهات العمليات رقم [ 3 / 70 ]، ليست جديدة عليكم، وإنما كانت هذه الاعتبارات والتقدير الذي إنبنى عليها، معروضاً في مؤتمر دول المواجهة بطرابلس، يومي 21، 22 يونيه 1970، وقد جرى طرح الأسس العامة لهذا التقدير، بحضور رئيس الجمهورية العراقية ورئيس وفدها السيد أحمد حسن البكر، ولم تكن موضع اعتراض مسجل، على حد علمي، بالتالي فإن اعتراضكم على صدور توجيهات لها الآن، بعد أن تقررت فعلاً فى اجتماع دول المواجهة، على مستوى مجلس الدفاع المشترك في طرابلس بتاريخ 5 أغسطس 1970، مثار دهشة، لا أجد تفسيراً مقنعاً لها، إلا أن يكون التفسير لها هو المصلحة الحزبية، وهذا ما أربأ بالعسكرية العربية عنه، وما أحاول، بكل طاقتي، إن أبعد مؤثراته عن العمل العربي الراهن، خصوصاً في المجال العسكري.

  1. إنني لن أسمح لنفسى أن أناقش الاعتبارات الموضوعية التي أملت توجيهاتي إليكم، باعتبار تولي مسئولية القيادة العليا للجبهات العربية، فإن هذه الاعتبارات موجودة في كل ما صدر عن قيادتي من وثائق، كما أن محاضر جلسات المؤتمرات العربية، على اختلاف مستوياتها، مليئة بالتنفاصيل، ولا أسمع لنفسي أن أذيع منها شيئاً، لأن كل ما فيها يمكن أن يستفيد منه العدو وذلك لا أرضاه لنفسي ولا لقيادتي، وأعرف مقدماً إنكم اعتمدتم على هذا العامل في ردكم عليّ، مقدرين حرصي على أسرار التخطيط العريى العسكري، وتقديركم في ذلك صحيح، وسوف يحكم التاريخ على المواقف جميعها، وسيكون التاريخ في حكمه قاطعاً وحاسماً.
  2. إنكم تعرفون أوضاع الجبهة الشرقية، وبسبب موقف حكومة العراق الحالية منها، وعدم وفائها بالتزاماتها حيالها، ونحن لا نستطيع أن نخدع أمتنا، وأن نوهمها بوجود ما لا وجود له، تحت أي اعتبارات أو علل، سواء كانت نابعة من المجاملة أو من اعتبارات التراضي السياسي، فإن ذلك إذا ترك بغير حسم، يمكن له أن يصل إلى نوع من التواطؤ، ولو بغير اتفاق، وذلك أيضاً ما أرفضه، وبطريقة قاطعة، ولا أرضاه لنفسي أو لقيادتي.
  3. إنني لا أري جدوى لطول المناقشة معكم فيما اتخذته من توجيهات، ذلك لأن العلم العسكري لم يعد هو معيار مناقشتنا لما نحن بصدده.

         إنني أقدر ظروفكم تقديراً كاملاً، ومن هنا كان عزوفي عن المناقشة، فإني أعرف إنكم تتلقون توجيهكم من منطق حزبي، وأريدكم أن تعرفوا بوضوح، إننا كعسكريين، يجب أن نتلقى من القيادة السياسية توجيهاتها فيما يتعلق بالاستراتيجية العليا للدولة، ولكن حين تصبح هذه التوجيهات من إملاء

<2>