إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) رسالة من الفريق أول محمد فوزي، إلى الفريق حماد شهاب

مصلحة حزبية، فذلك معناه أن عملنا العسكري سوف يسقط في هاوية المناورات الضيقة والوقتية، وذلك أكبر الأخطار التي تهدد عملنا.

         إن أوامرنا العسكرية لجنودنا وقواتنا فاصل بين الحياة والموت، وبين النصر والهزيمة. ومن هنا يجب أن تكون هذه الأوامر على مستوي المسئولية.

  1. إذا حاولت بحث الموضوع نفسه فى عجالة، لمجرد وضع المسائل في مكانها الصحيح، فإن من المحتم علينا أن نقول بإن تنظيم الجبهة الشرقية على النحو الذي كنا نفكر فيه، كان أملاً أكبر من أن يتحمله واقع الحال في عالمنا العربي وظروفه، في مرحلة التطور الراهنة.

         لكن الاختيار المصيري الذي نواجهه، يفرض علينا القبول بمنطق: إن ما لا يؤخذ كله لا يترك كله، وإذا كنا لم نستطيع تحقيق الأمل، كما تمنينا، فمن المصلحة أن نتواضع درجة إلى شئ آخر قد يؤدي إلى نفس الغرض، ولكن بوسائل أخري، تأخذ في اعتبارها ما هو موجود فعلاً، ولا نتعلل وهما بما يجب أن يوجد.

         لقد كانت الجمهورية العربية المتحدة هي التي نادت بفكرة الجبهة الشرقية، وفي ذلك الوقت كان العراق تحت الحكم السابق، يتصرف بطريقة مختلفة، ثم طرأت بعد ذلك ظروف تحتم مراجعة تفكيرنا،

         ولو أردتني أن أشخص لك علة الجبهة الشرقية، فأنني أضع أمامك الحقائق التالية:

أ .

عدم قيام نظام العراق الحالي بالتزاماته حيالها، ويمكن الرجوع في ذلك إلى مجموعة تقاريري السابقة.

ب.

تضارب الإرادات السياسية في منطقة عمل الجبهة الشرقية، ولا أريد أن أفيض فيما نجم عن ذلك من نتائج، ولكن التجربة كانت مريرة وقاسية، وكان ضررها بالغاً بالنسبة لكل ما فكرنا فيه أو خططنا له أو باشرنا تنفيذه.

ج.

إن تضارب الإرادات السياسية على جبهة مواجهة عريضة مع العدو، كالجبهة الشرقية، على النحو الذي كنا نتصوره، يمكن أن يخلق ظروفاً خطرة بالنسبة لقوات عربية سوف تجد نفسها على خط النار، وهي لا تعرف ما هو مطلوب منها، ومن يطلبه، ومتي وكيف، وهو وضع معنوي مدمر لهذه القوات، حتى من قبل أن تتعرض للنار من العدو، وقبل أن ترد عليه النار.

         ولقد كان من ذلك كله، اتجاهنا في طرابلس، سواء في مؤتمر القمة، يومي21 و22 يونيه، أو في مجلس الدفاع المشترك، الذي أنعقد يومى 5 و6 أغسطس 1970 إلى فكرة القيادة الشمالية والقيادة الشرقية والقيادة الغربية، وأن تكون القيادة الشمالية للقوات المسلحة السورية، وأن تكون القيادة الشرقية للقوات المسلحة الأردنية، المدعمة بالقوات العراقية والسعودية، ثم تكون القيادة

<3>