إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) رسالة من الفريق أول محمد فوزي، إلى الفريق حماد شهاب

الغربية للقوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة، إن ذلك كان اختياراً لأحسن الأحوال المتاحة أمامنا بالنسبة للواقع الموضوعي الذي يفرض أحكامه علينا.

          وإلى جانب ذلك، فإن هذا التقسيم بشكل ما يرد على كل جبهات تحرك العدو الذي يقسم قواته إلى قيادات شمالية وشرقية وجنوبية.

          وكان رأينا، ومازال، إن التنسيق بين جبهاتنا على النحو الجديد المقترح، قد يزيل الكثير من العقد والحساسيات، وقد يفسح المجال لعمل مؤثر، خصوصاً إذا أحسنا التنسيق وأحكمناه.

          وكان رأينا أيضاً، أن النظام المقترح سوف يجعل المسؤوليات، حيث يجب أن تكون، وبحيث يقوم كل طرف بما يحتم عليه التخطيط المشترك أن يقوم به، دون أن يتواري وراء الأعذار المختلفة.

  1. إن الجمهورية العربية المتحدة لا تحتاج إلى تأكيد جديد على نظرتها القومية للمعركة، وسجلْ العمل القومي لها مشهود به، بل لقد كان دخولها معركة سنة 1967، بكل الملابسات التي أحاطت بها، نتيجة تمسكها بالتزامها القومي، وذلك حين تعرضت سوريا للتهديد. لكن قومية المعركة ليست شعاراً، ولا يجب أن تكون، وإنما قومية المعركة تقاس بالالتزام وحده.

          ومن وجهة نظري، فإنني لم أستطع، خلال تعامل طويل معكم، أن أحدد التزام حكومة العراق الحالية، أو أبني تخطيطاً على أساس وعودها.

          ولست أريد أن أسئ الظن، ومن هنا، فإنني أعطيت موافقتي على الصيغة المقترحة الجديدة وكان تقديري أنه لا فائدة من التمسك بصيغ علمتنا التجربة أنها، مهما بدت كافية من ناحية نظرية، فأنها تثبت أنها دون الكفاية أمام الاختبار العملي. وكان ذلك هو مدخل التنظيم الجديد المقترح، من حيث أنه تعبير صحيح عن الظروف الموضوعية الراهنة ومحاولة الاستفادة منها إلى أكبر درجات الفعالية.

  1. لعلك تلاحظ إنني لم أرد على البند الثامن من خطابك إلى [ عن قبول مصر لمقترحات روجرز ] ولست أرضي لنفسي بذلك، أو بمحاولته.

          إن رأي الجمهورية العربية المتحدة واضح ومعروف فيما اتخذته من قرارات في الفترة الأخيرة.

          إن الرد على هذا البند يدخلني فيما لا أقبل الدخول فيه. إنني كجندي مكلف بحرب ضد العدو، ولا يمكن أن أقبل من جانبي أن تتحول هذه الحرب ضد العدو إلى حرب أهلية عربية، حتى ولو كانت حرباً بالكلمات، وإذا كان غيرنا قد تعودوا حرب الكلمات، فإني أريد لك أن تعرف إن شعب الجمهورية العربية المتحدة قد قدم منذ 5 يونيه سنة 1967، وحتى الآن، قرابة العشرين ألف شهيد من العسكريين والمدنيين.

<4>