إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان الدكتور عزيز صدقي حول العلاقات بالاتحاد السوفييتي

         ويجب أن يعلم أصدقاؤنا أننا تعرضنا للعدوان بسبب حرصنا على مبادئنا وهي مبادئ مارسناها وطبقناها لأننا آمنا بها، طبقناها في محاربة الاستعمار، وتاريخنا في ذلك طويل.

         ومحاربة الاستعمار لم تبدأ فقط يوم 23 يوليه 1952 بل أن الشعب المصري كان يحارب عهود الاستعمار حتى قبل هذا التاريخ.

         ومنذ ثورة 23 يوليه تعرضنا للعدوان في 1956 ثم في سنة 1967 بسبب وقوفنا ضد التبعية للاستعمار.

         والنقطة الثانية وهي الاشتراكية، فلقد بدأنا التطبيق الاشتراكي في مصر عقب ثورة 23 يوليه مباشرة وصدر قانون الإصلاح الزراعي سنة 1952 وهو قانون اشتراكي. ثم سرنا خطوات متتالية في التطبيق الاشتراكي كتمصير الشركات الأجنبية ثم تأميم الشركات الأجنبية ثم صدرت في سنة 1961 قوانين التأميم وكذلك القوانين الاشتراكية التي أعطت العمال حقوقهم والتي تعبر بوضوح عن التطبيق الاشتراكي.

         وقد سرنا في ذلك بعد سنة 1961 حتى حرب عام 1967 وأردت أن اذكر هذه التواريخ لأني أود القول أن التطبيق الاشتراكي ينبع اقتناعاً منا لأنه يتفق ومصلحتنا ويحقق التقدم لشعبنا ولم يكن إرضاء لأحد.

         وربما كان عدوان الاستعمار علينا في سنة 1967 هو للقضاء على النظام الاشتراكي في مصر وللقضاء علينا كنموذج للتطبيق الاشتراكي في مصر، وبالتالي على النظم التقدمية في المنطقة.

         وأقول أننا بتطبيقنا لهذه المبادئ لم نقنع بتطبيقها في مصر بل كنا نعاون جميع الحركات التحررية في العالم في حدود إمكانياتنا. والأمثلة على ذلك كثيرة، ثورة الجزائر، ثورة العراق، ثورة اليمن، في كل موقف كنا نحاول أن نساهم بنصيبنا في محاربة الاستعمار.

         وذكرت إني اركز على هاتين النقطتين لأن هذه هي المبادئ التي جمعت بين الاتحاد السوفييتي ومصر " أي أن صداقتنا قامت على مبادئ ".

         وهنا أنتقل إلى بعض ما حدث في الفترة الماضية، وبالذات عقب وفاة الرئيس عبد الناصر، وأتكلم بغاية الصراحة ولا أنوي إخفاء حقيقة واحدة في هذه المباحثات لأننا إذا أردنا أن تكون علاقاتنا مبنية على أساس صلب وقوي يجب أن لا يكون هنالك شيء خفي.

         سنة 1971 بدأ في مصر لدى البعض- ثم انتقل إلى البعض، التفكير في الاتحاد السوفييتي- زعم بأن هناك تغييراً في الخط الذي تسير عليه القيادة في مصر. والحقيقة أنه ليس هناك تغيير في الخط، إن هناك موضوعاً أساسياً يحكم كل تصرفات القيادة في مصر بل وكل الشعب وهو المعركة، وكان طبيعياً بعد خمس

<3>