إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان الدكتور عزيز صدقي حول العلاقات بالاتحاد السوفييتي

         وحول هذا الموضوع، بدأت الخلافات التي حدثت في الفترة الماضية، ولا أريد أن أفسر هذه الخلافات إلا في هذا الإطار. إن هدفنا الأساسي هو تحرير الأرض، وأننا نمارس حقنا كاملاً في حرية الحركة، نتصل بمن نشاء ونحصل على ما تتطلبه المعركة من أي مكان يمكننا فيه ذلك. وأن الاتحاد السوفييتي صديق نحرص على صداقته الآن ودائماً، على أساس أن هذه المبادئ التي لا نحيد عنها، ولكنا نقول له إن الاستعمار يحتل قطعة من أرضنا، وهذا له الأولوية المطلقة على كل شيء آخر بالنسبة لنا، ونريد أن نحدد مع الصديق ماذا نقوم به لتحرير أرضنا.

         ونحن نقول لهم إنه بعد مضى أكثر من خمس سنوات على عدوان إسرائيل، فإن أرضنا ما زالت محتلة، ولذلك فنحن نعطي أولوية على كل شيء آخر للمعركة. وإن علاقاتنا مع الجميع يحكمها ما يقدموه لنا لتمكيننا من تحرير أرضنا وإزالة آثار العدوان.

         وإذا كانت إسرائيل قد أمكنها أن تحقق ذلك الوضع الذي هي فيه اليوم تحتل أراضينا، بل وتعربد في المنطقة كلها كيفما تشاء، فإن ذلك بسبب التأييد الكامل الذي تحصل عليه من الولايات المتحدة، التي تعلن إنها تضمن التفوق العسكري لإسرائيل، وتضمن أمنها، بل تغدق عليها السلاح بلا حساب، وفي نفس الوقت تمنع المجتمع الدولي من أن يتحرك لتحقيق ما اجمع عليه من ضرورة حل القضية حلاً عادلاً، بما يتضمنه ذلك من جلاء القوات الإسرائيلية عن الأراضي التي احتلتها في عدوان سنة 1967، بل إنها تذهب إلى حد استخدام حق الفيتو لمنع صدور أي قرار يدين إسرائيل.

         فإذا كان هذا هو موقف الولايات المتحدة في مساندة إسرائيل، فإننا نريد من الصديق الذي يساندنا، أن يتيح لنا ما يمكننا من أن نكون على قدم المساواة في القدرة على المعركة. لا نريد من أحد أن يحارب معركتنا، بل لن يحارب لتحرير أرضنا إلا جنودنا نحن. ولكن كل ما نطلبه أن تكون مساعدة الصديق لنا بما  يجعلنا في وضع متكافئ أمام أعدائنا.

         ونحن نرفض أن تستمر أرضنا محتلة لأكثر من ذلك، فكانت وقفتنا مع الصديق لنحسب بصورة محددة خطواتنا.

         هنا أجد من الإنصاف أن أذكر إن الجانب السوفييتي لم يناقش أبداً موضوع إنهاء مهمة المستشارين أو الخبراء، بل كان التساؤل عن الصورة التي تم بها تنفيذ القرار، وهو ما رددنا عليه واقتنعوا به.

         وقد أكد الرئيس كوسيجين أكثر من مرة أثناء المباحثات على ما يلي:

أولاً: أن الاتحاد السوفييتي أيد ويؤيد وسوف يؤيد دائماً مصر والدول العربية في كفاحها لتحرير أرضها. وكذلك يؤيد حقوق شعب فلسطين.

<6>