إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

مقابلة صحفية ما بين الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية
والقائد العام للقوات المسلحة المصري ومحمد حسنين هيكل
جريدة الأهرام، القاهرة: 18 نوفمبر 1973

          بدأ اللقاء مع الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية - لقاءً خاصاً ثم انتهى لقاءً عاماً - أعني أن هذا اللقاء بدأ بيننا زيارة عادية له في مركز القيادة الذي أدار منه عمليات حرب أكتوبر، ثم خطر لي في نهاية لقائنا أن أسأله:

لماذا لا يكون بعض ما دار بيننا اليوم للناس أيضاً؟

وقال القائد العام باستقامة جندي طالت عشرته مع السلاح:

  • لست أعرف: هل من حق الجنود أن يتكلموا؟ لست واثقاً: هل الوقت مناسب الآن؟

وقلت له:

إن الحرب في العصر الحديث أصبحت جزءاً من الجهد السياسي الشامل للدولة. ولتحقيق مطالب شعبها في سلامه وفي أمنه. والدولة الحديثة لا تستطيع أن تقوم بدورها إلا في دائرة الضوء أمام شعبها وأمام العالم. وذلك لم يعد اختياراً في يد الدولة، وإنما أصبح ضرورة مفروضة عليها في وقت أصبع فيه عطاء الجماهير في الوطن أساساً لأي جهد، كما أن تعاطف العالم الخارجي أصبح ضمانة لأي نجاح.

وأمس فقط كنت أتحدث مع الجنرال أندريه بوفر قائد حملة السويس سنة 1956، ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في فرنسا لسنوات طويلة، وكان مما قاله لي أندريه بوفر "أن الخلاف بينه وبين الأدميرال بارجو القائد العام لقوات الحلفاء في حملة السويس، بدأ أساساً بسبب الصحافة".

كان الأدميرال بارجو يريد الصحافة معه في القيادة العامة، وكان الجنرال بوفر يريد الصحافة معه في قلب العمليات.

وقال لي بوفر "أن واحداً من أهم أسباب ارتباك حملة السويس - إلى جانب أسباب أخرى - يعود إلى أن الصحافة كانت بعيدة عن ميدان القتال، وبالتالي فقد كان هناك تضارب بين ما ينشر من مقر القيادة العام، الذي بقى في مالطة، وبين ما هو جار على أرض العمليات في بورسعيد وأمام شواطئها".

<1>