إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

وسؤالي هو:

         هل أحسست مما كان أمامك في ميدان القتال أن العدو أحس؟

الفريق أول أحمد إسماعيل:

         أمامنا في ميدان القتال أحسست بأن المفاجأة بالنسبة لهم كانت كاملة. لقد كانت لهجة التبليغات من المواقع الإسرائيلية المتقدمة إلى قياداتها توحي كلها بالمفاجأة الكاملة.

         كانت هذه التبليغات تحمل عصبية لا تصنعها غير المفاجأة. وفي الحقيقة فإن المنظر الذي رأوه أمامهم بعد المفاجأة الأولى كان منظراً مخيفاً من وجهة نظرهم، عظيماً من وجهة نظرنا.

         وقد بدأوا يضربون ضربات طائشة، ثم بدأت هجماتهم المضادة مرتبكة، ثم أخذوا يتمالكون أعصابهم ويردون. لكن قواتنا كانت تتدفق من الغرب على الشرق. وفي الساعات الأولى من القتال لم تكن الدبابات قد دخلت، وإن كانت قد دخلت عناصر مضادة للدبابات انتظاراً لهجمات العدو المضادة على قواتنا التي لم تكن دروعها قد لحقت بها بعد. لكن كل شيء كان يسير وفق ما قدرناه، وربما أحسن مما قدرنا.

كنا على استعداد لخسائر في العبور كبيرة، لأنه كان علينا أن نقتحم طريقنا مهما كان الثمن، ولقد ضحينا ولكن تضحياتنا كانت أقل مما قدرناه لأن الإنسان المصري كان في هذه الساعات الحاسمة على مستوى إحساسه بتاريخه وعلى مستوى أمله في مستقبله.

هيكل:

         لقد قاطعتك بهذا السؤال عن المفاجأة، هل نعود إلى السياق الذي كنت تتحدث عنه، لقد تكلمت عن العدو وعن تصوراتك إزاءه، وهذه التصورات أخذت اعتبارها في التخطيط، ماذا عن ناحيتنا نحن، عن قواتنا؟.

الفريق أول أحمد إسماعيل:

         كانت المشكلة بالنسبة لقواتنا أن الظروف فرضت عليها أن تعيش ست أو سبع سنوات في الدفاع، معظمها في الدفاع الجامد، والقوات على هذا النحو، أي قوات في الدنيا معرضة لما نسميه في العسكرية "بمرض الخنادق".

<10>