إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

         كانت هناك جماعات دفعت لقص الخراطيم التي كان مفروضاً طبقا لخطة العدو أن تحمل كميات هائلة من السولار وتلقيها في القناة لكي تشتعل بالنار عند الإحساس بأول هجوم ولتكن من هذه النار أول عقبة ضد العبور خصوصاً بقوارب المطاط.

لقد قصوا الخراطيم ولم يتنبه العدو إلى أن ذلك جزء من مخطط أكبر.

         اكتشفوا قص الخراطيم في أحد المواقع وجاءوا بمهندس لإصلاحه وكان هذا المهندس مازال يقوم بعمله عندها وجد قواتنا فوق رأسه وكان واحدا من أول الأسرى في أيدينا.

وجاءت ساعة "س" ساعة الصفر.

وبدأ كل شيء يتحرك وفقا للخطة.

         ضربة الطيران الرئيسية. مائتا طائرة تقوم بالضربة الأولى على مواقع العدو الحساسة في الجبهة المصرية، ومائة طائرة تقوم بالضربة الأولى على الجبهة السورية.

         تمهيد هائل بالمدفعية: ألفا مدفع تهدر في نفس الوقت على أربع قصفات متلاحقة.. موجات الهجوم الأول: فجأة وجد العدو أمامه ثمانية آلاف رجل ينزلون إلى قوارب المطاط وغيرها من الوسائل ويبدأون العبور تحت النار.

         العدو يقاوم من النقط الحصينة لخط بارليف على طول القناة، والدبابات الرابضة في مكامنها بجانب النقط الحصينة وأوكار المدفعية التي تعززها تشارك في صد موجات الهجوم الأولى.

         جنودنا يصلون إلى النقط الحصينة برغم كل مقاومة.. بعض النقط الحصينة عنيدة في دفاعها ولكن جنودنا يقتحمون والمعارك بالمدافع الرشاشة والقنابل اليدوية داخل الحصون.

         كانت أصعب اللحظات بالنسبة لي هي الساعات التي سبقت دخول الدبابات خصوصاً في قطاع الجيش الثالث.

إن الجيش الثاني نصب جسوره وأخذ دباباته وراءه في الوقت المحدد.

         أما في قطاع الجيش الثالث فقد اكتشفنا أن الساتر الترابي أعمق مما قدرنا.. كان في بعض المواقع بعرض مائتي متر ولم تكن الأرض صالحة لنصب كباري العبور لكن المهندسين كانوا في أعظم لحظات حياتهم ولقد بعثت مدير سلاح المهندسين بنفسه إلى مواقع جسور الجيش الثالث وطلبت منه إتمام المهمة بأي ثمن وأتمها واستشهد نائب مدير سلاح المهندسين على أحد جسور العبور.

<17>