إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

وقال لي بوفر "لم يعد ممكناً لأي قائد في العصر الحديث، إلا أن يعتبر الصحافة سلاحاً أساسياً من أسلحته، كالطيران والمدرعات والبحرية... إلى آخره".

واستطردت:

إن الحرب الحديثة لم يعد ممكناً إدارتها بعيداً عن علم وفهم وتأييد الرأي العام الوطني والدولي. هذا من ناحية حق الجنود في أن يتكلموا.

هناك سؤالك عن الوقت، وهل هو مناسب الآن:

إن الوقت مناسب باستمرار، وفيما يتعلق بنا في مصر، فإني أريد أن ألخص لك رأيي فيما يلي:

1 -

لقد ثبت أن السلام لا يستطيع أن يعيش إلا في حماية القوة.

2 -

إن القوات المسلحة المصرية قامت في حرب أكتوبر بعمل مجيد.

3 -

إن أحداً لم يعد من حقه أن يشك أو يشكك في أهمية دور القوات المسلحة في حماية السلام القومي والأمن القومي لهذا الوطن، ثم إن أحد لم يعد من حقه أن يشك أو يشكك في أن القوات المسلحة المصرية أثبتت قدرتها على القيام بهذا الدور.

ولقد رأينا كيف كانت أحوال هذا الوطن في فترة أحس فيها بعجزه عن حماية سلامه وأمنه، وأن أثر ذلك لم يقتصر على المجال السياسي، بل أنه أمتد إلى حياة كل إنسان على هذه الأرض.. أقول أن كرامة الإنسان على هذه الأرض.. كرامته نفسها أصبحت مكشوفة معرضة.. أكاد أصل إلى القول بأننا أحسسنا بنوع من التآكل الأخلاقي، نتيجة إحساسنا بقصور قوتنا عن حماية سلامنا وأمننا، أن كثيرين، كانوا يعايروننا بشارع الهرم، والترخص الذي تفشى فيه بعد سنة 1967، ناسين أن ذلك كان الوجه الآخر للهزيمة.. إذا لم نكن قادرين بالقوة على حماية سلامنا وأمننا - إذن فلماذا بقى لكي نحرص عليه.. كل شيء يصبح بعد ذلك قابلاً للتصدع.. قابلاً للتآكل.. قابلاً للانهيار.

ولولا جهد خرافي في إعادة بناء القوات المسلحة، لكي يستعيد هذا الوطن قدرته على حماية سلامه وأمنه، لسارت الأمة كلها على منطق ما تفشى في شارع الهرم التصدع.. التآكل.. الانهيار.

4 -

أن شباب هذا الوطن - وهم جنوده - هم أبطال العصر بغير جدال، لقد مضت أيام البطولة الأسطورية على القمة، ولعلي واحد من الذين - يؤمنون بأن "الأمة التي يظهر فيها البطل الأسطوري فهي أمة في مشكلة وأما الأمة التي تنتظر ظهور البطل الأسطوري فهي أمة في محنة".. العصر إذن هو عصر

<2>