إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

هيكل:

         سوف أسألك إذن عن الثغرة.. كيف حدثت؟.. ولماذا سمحنا بحدوثها؟.. لماذا تضاربت البيانات الرسمية حولها؟. لماذا هونا من أمرها على النحو الذي هونا به، فقلنا في البداية أنها سبع دبابات تسللت بالليل، ثم قلنا أننا حرقنا معظمها، ثم قلنا أننا أنذرنا الباقي بالاستسلام أو الدمار.. ثم فجأة بدأت بيانات تتحدث عن القتال على ضفتي قناة السويس؟ هنا مسألة عسكرية. هنا أيضاً مسألة نفسية.. وإعلامية.

         إن العملية من الناحية العسكرية بدت صدمة لانتصارنا ثم أنها من الناحية النفسية بدت صدمة لثقتنا فيما يقال لنا؟

الفريق أول أحمد إسماعيل:

         سوف أبدأ بالنقطة الثانية، وأسلم معك على طول الخط بأن علاجنا لهذه الثغرة من ناحية البيانات لم يكن على النحو الذي تمنيته والتزمت به من أول لحظة في الحرب، وهو أن لا نقول غير الحقيقة.

         وأريدك أن تعرف على الفور أنني لم أقصد في أي لحظة أن أقول فيما يتعلق بهذه الثغرة - أو أسمح لغيري أن يقول - شيئا غير الحقيقة.

ومعنى ذلك أن ما قلناه عكس في معظم الأحيان صورة ما كنا نراه..

وأعترف أن رؤيتنا للصورة كانت مهتزة لأسباب عديدة؟ ولكننا حاولنا أن نعبر عما نراه.

لقد كنت أعرف من البداية أن جزءاً كبيراً من نجاح الحرب يرتهن بثقة الناس في صدق ما نقوله عن حقيقة ما نفعله، ولهذا فإني طلبت التزاماً دقيقاً في صياغة البيانات.

وكانت هناك شكاوى عديدة تصل إلي من قلة البيانات الرسمية، ومن قلة المعلومات التي تذاع عن المعارك؟ ولكني وضعت قاعدتين:

  • الأولى: أن نقول ما نستطيع قوله مما لا يكشف خططنا وأوضاعنا للعدو - وربما كنا متزمتين في ذلك بعض الشيء، ولكن التزمت كان في رأيي أفضل من التسيب، خصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بالحرب.
  • الثانية: هي أن ما نقوله يجب أن يكون صادقاً.. ولكي أكون صريحاً معك، يجب أن يكون قريبا من الصدق.

<21>