إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

هذا عن الناحية النفسية في علاج الثغرة.

          أعود إلى الناحية العسكرية؟ وأقول بصراحة أيضاً أن صورة ما جرى فعلاً كانت مهتزة أمامنا لعدة اعتبارات.

         كانت المعلومات الأولى التي تلقيتها عن العملية، وقد وجدتها في انتظاري بعد أن عدت من جلسة مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر، تشير إلى أعداد صغيرة متسللة من الدبابات البرمائية، وكان تقدير قيادتنا المحلية في موقع التسلل أن القضاء عليها بسرعة أمر ممكن، وبالفعل فإن القائد المحلي حرك كتيبة صاعقة لمواجهتها.

كان هذا سبباً.

         سبب آخر هو أن المعلومات تقطعت نتيجة اعتبار يتصل بتبادل في المسؤوليات أجريناه لظروف طارئة في بعض القيادات.

         سبب ثالث أن العدو استطاع أن يخفي دباباته المتسللة في منطقة الثغرة، وهي منطقة حدائق فاكهة، ساعدت على التخفي في المراحل الحرجة من بداية عمليته.

         سبب رابع هو أن العدو استمات في فتح هذه الثغرة، ذلك أنه ألقى بثقله كله فيها، وكان على استعداد لتحمل أية خسائر لتحقيق هدفه، وربما كان يريد إرغامنا على أن نسحب من قواتنا في الشرق ما نواجه به عمليته في الغرب، وذلك ما لم أكن أريده. وربما قلت أن لدي من الشواهد ما يؤكد لي أن العدو فشل في محاولة أولى لفتح الثغرة وكاد يعدل عنها، وكان ذلك عندما أذعنا أننا دمرنا قواته المتسللة ولكنه عاد بعد ذلك في مجهود أخير أدرك أنه لو نجح فيه فإنه سوف يحدث بنجاحه أثراً نفسيا عليه وعلينا وعلى العالم يفوق القيمة العسكرية لهذا العمل.

         هناك سبب خامس، وقد أكدته ملابسات الوقائع فيما بعد وهو أن العدو كان يعرف أن قرار وقف إطلاق النار سوف يصدر، وبالتالي فإن هذا القرار وسريانه سوف يكون عنصر تأمين له في مغامرة محفوفة بالمخاطر قام بها ولم يكن في استطاعته بسبب انتشار قواته في الغرب وبسبب تبعثرها المقصود لأثره النفسي كحرب عصابات بالدبابات أن يحتفظ بها لوقت طويل.

         ويتصل بالسبب الخامس أن العدو لم يأخذ قرار وقف إطلاق النار المنتظر كعنصر تأمين لعمليته فقط، ولكنه كما رأينا استغله بعد حدوثه لكي يجعل موقفه في الثغرة قابلا للاستمرار ولم يكن هذا الموقف قابلا للاستمرار إلا بتضحيات رهيبة يدفعها لو أن القتال استمر.

<22>