إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

         لكن علينا للوصول إلى ذلك أن نضمن وجود استراتيجية واحدة تحدد لنا تماماً من هو العدو الحالي، ومن هم الأعداء المحتملون في المستقبل الذي يقع في نطاق ما نخطط له.

         هذا هو ما يمكننا من بناء القوة العسكرية الموحدة التي نحتاجها ولست أقصد بالقوة العسكرية الموحدة أن يكون لنا جيش واحد، فذلك يتعلق بأوضاع سياسية ليست داخلة في اختصاصي.

ما يهمني بالدرجة الأولى استراتيجية تحدد عدونا.

واستراتيجية نستطيع على أساسها بناء قواتنا، ثم نوزع الأدوار في بناء قوتنا على أنفسنا..

تكون هناك قيادة موحدة تكلف هذه الدولة بكذا، والدولة الأخرى بكذا، والدولة الثالثة بكذا، إلى آخره.

         ويكون هذا كله قوة متحالفة مشتركة توفر لها جميع الإمكانيات وتكون لهذا كله خطة عمل جاهزة تحدد بمقتضاها المهام.

         إن الحرب لا يمكن أن تكون لقاء مصادفات، وإنما لابد أن تعرف القوات مهامها، وتعرف بعضها من خلال التدريب المشترك.

         بعض الناس يقولون إن الحرب تجربة لا إنسانية، ورأيي أن الحرب هي أكثر التجارب في إنسانيتها، ذلك لأن كل محارب يعرف أن حياته وانتصاره يتوقفان على رفيق سلاح بجانبه في المعركة.

هيكل:

دعني أسألك: هل الحرب ممكنة في ظل الوفاق بين القوتين الأعظم؟

الفريق أول أحمد إسماعيل:

ممكنة إذا كانت حرباً محدودة في هدفها وفي مدتها.

         إن الحرب الحديثة أصبحت حرباً هائلة في تكاليفها بسبب قوة فتك هذه الأسلحة، وبسبب سرعة هذه الأسلحة، وبسبب دقة هذه الأسلحة، نتيجة للثورة الإليكترونية.

         إذا استبعدنا الحرب بين الكبار، وسوف تكون نووية، ولهذا فهي مستحيلة - إذن فإن الحرب على هذا النحو سوف تكون بين الدول المتوسطة والصغيرة.

وسوف تكون حروباً لا تستطيع دولة متوسطة أو صغيرة أن تواصلها بغير حد تتوقف بعده.

<28>