إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

         ثم إن القوى العظمى لن تترك مثل هذه الحروب تجري، خصوصاً إذا كانت هي مصدر السلاح للمتحاربين.. لأن ترك مثل هذه الحروب على هواها قد يجرها هي نفسها إلى ما لا تهواه خذ مثلا ما حدث في حرب أكتوبر.

في أقل من عشرين يوماً من القتال جرى تدمير 2500 دبابة لكل الأطراف.

         وتستطيع أن تعرف خطورة هذا الرقم إذا تذكرت أن إنتاج فرنسا من الدبابات كله لا يزيد عن ثلاثمائة دبابة في السنة.

كانت معارك الدبابات في حرب أكتوبر أكبر من كل ما جرى في الحرب العالمية الثانية.

كانت الخسائر فيها أعلى بسبب الصواريخ.

النتيجة أن إسرائيل طلبت مدداً من أمريكا.

نحن أيضاً طلبنا من الاتحاد السوفيتي

وهكذا تحدث الحركتان في نفس الوقت:

  • الدول المتوسطة والصغيرة لا تستطيع مواصلة الحرب بغير حد.
  • والقوى الأعظم لن تظل في عزلة عما يجري بعد حد معين.

         والمهم في إدارة الحرب المحدودة أن يستطيع أي جيش محارب بلوغ الهدف السياسي المقدر له، ثم أن يصل إلى ذلك الهدف محتفظاً بأكبر قدر من قوته.

أعود مرة أخرى إلى ما بدأت به معك..

         أعود فأقول: أنني حاولت طوال ما تحملت به قواتنا من مخاطر، أن أحتفظ بها سليمة.. وحين أتطلع إلى أوضاع قواتنا الآن، فإني أشعر بأننا حققنا جزءا كبيرا من الهدف السياسي للحرب، ثم إننا استطعنا الاحتفاظ بقواتنا سليمة.

وهذا يريحني كقائد.. كمواطن.. كإنسان.. بل يريحني كضمير.

وسألني الفريق أول أحمد إسماعيل:

ما هو رأيك أنت في الموقف كله؟

<29>