إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

         ثم وقفه أمام تل من الرمال، وفتحة في تل الرمال يظهر داخلها باب حديدي كأنه باب خزانة ضخمة، ثم ممر طويل، ثم سلالم تنزل في الأرض وتنزل، ثم باب حديدي آخر وممر طويل في نهايته باب حديدي ثالث، ثم ينفسح المكان فجأة: قاعات اجتماعات، غرف عمليات، مراكز اتصالات، صالات خرائط، مكاتب.

          وأدخل إلى مكتب صغير منها عليه لافته تقول: "وزير الحربية والقائد العام" ويلقاني الفريق أول أحمد إسماعيل ويقول لي ضاحكا:

         - كنت تتحدث كثيراً عن التكنولوجيا والحرب.. تعال لترى غرفة العمليات.. وقل لي رأيك بعدها.

         وذهبنا عبر ممر أمام مكتبه إلى باب يفتح مباشرة على غرفة العمليات الرئيسية للقوات المسلحة المصرية.

         قاعة كبيرة.. أضواؤها باهرة.. ألوانها بالخرائط حية، والخرائط ليست ألواناً فقط، ولكنها حركة متدفقة.. حول القاعة مجموعات تمثل قيادات أفرع القوات المسلحة كلها، كل مجموعة وراءها خرائطها وأمامها أدوات اتصالها بكل الجبهات.

         صدر القاعة يعلو بمنصة لهيئة القيادة العامة: وزير الحربية والقائد العام، رئيس أركان الحرب، مدير العمليات.

         في مواجهة المنصة مجموعة الخرائط الرئيسية التي تمثل الموقف العام، مرسومة على مسطحات من الزجاج بعرض القاعة كلها: الموقف في البر - الموقف في الجو - الموقف في البحر - الوضع على الجبهة السورية.

         أجهزة الاتصال تدق، المشاورات تجري بسرعة، الأوامر تصدر مشحونة، لمسات ملونة تضاف على الخرائط المرسومة فوق مسطحات الزجاج، وفقا لبيانات.. الدقيقة.. الثانية.

         أشعر أن البقاء طويلاً في هذه القاعة فضول لا مبرر له، ثم هو مضيعة لوقت آخرين له نفس قيمة الدم.

         وأخرج من القاعة مع وزير الحربية والقائد العام، راجعين إلى مكتبه.

         دار الحديث في مكتبه على النحو التالي:

<4>