إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي- كيرزن) - تابع (5) محضر الجلسة الرابعة في 19 يوليه 1921

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954 المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 117 - 128"

هناك مواصلات غير القناة. وعلى أي حال فإن التقرير قصر أمر القوة على حماية المواصلات ولم يتعهدّها إلى غيرها من الأغراض و إني أعتقد أنه من الميسور لنا أن نتفق على منطقة تقيم فيها القوة ولكنكم في الجلسة الأولى عند شرحكم لهذا الموضوع جعلتم لوضع هذه القوة أغراضا أربعة. أما الغرض الأول وهو غرض المواصلات فنحن متفقون فيما تعلق به. أما زمن الحرب فينبغي لمصر أن تقدم لكم فيه كل ما يسعها من التسهيلات، وأما زمن السلم فنعتقد أن حماية المواصلات تتوافر بوضع القوة العسكرية في محل معين. أما الغرض الثاني وهو الدفاع عن سلامة الأراضي المصرية فقد أجبت عليه مقدما، إذ مادامت المساعدة موضوع معاهدة. فلا وجه لأن توضع قوة منذ زمن السلم لمجرد توقع الحروب هذا فضلا عن أن في وضعها مساسا مباشرا ظاهرا بالسيادة المصرية، ونرى أن فكرة المحالفة لا يستفاد منها جواز وضع قوة في زمن السلم، كما أنه ليس لوضع تلك القوة ضرورة. فإن مصر بلد غني وسكانها يربون على ثلاثة عشر مليونا، فإذا استعدنا حريتنا كان في وسعنا أن ننظم جيشنا ووسائل الدفاع عن أرضنا على الصورة الملائمة لحاجاتنا. على أن هذا هو الواقع في المعاهدات الحربية. فإنها لا تقتضي أن أحد المتعاهدين يرابط بجنوده في بلد الآخر توقعا لحالة الحرب، وكل ما يمكن عمله بين المتعاهدين ، وما يعمل عادة. هو أنه يوضع في وقت السلم اتفاقات عسكرية تحدد مقدما كيفية التعاون العسكري في زمن الحرب.

       اللورد كيرزن- (أستأذن أن يقاطع، وسأل إذا كان أحد يريد أن يزيد شيئا فيما يتعلق بالمسألة الأولى).

       رشدي باشا- إني منضم إلى ما قاله عدلي باشا، وأقرر أن القوة العسكرية في زمن السلم لا يمكن أن يكون غرضها مساعدتنا وقت الحرب، وليس لها ضرورة، وفيها مساس باستقلالنا.

       اللورد كيرزن- لا أرى أنه يحسن بنا أن نعلق أهمية على الصيغ والألفاظ، وقد تكلمنا عن المساس بالسيادة، ولا أرى في ذلك إلا صيغا ونظريات ، وما نحتاج إليه وما نبحث عنه هو أحسن الطرق لضمان أمن مصر، وإذا اشتغلنا بالبحث والتساؤل بأي قدر يمس هذا التدبير أو ذاك بالاستقلال فإننا لا نصل إلى شيء. لا ينتظر أن يكون لمصر جيش كبير فإن ذلك كثير النفقات ، وسيكون لنا كلام في القدر الذي تشتركون به في مصاريف القوة العسكرية إذ لا نريد أن نتحملها وحدنا. ولكن هل يجري في بالكم أننا نريد أن نضع في مصر ثلاثة أو أربعة آلاف من الجنود لمحض لذتنا بذلك ؟ ليس شيء من ذلك- إننا إذا كنا نضع في مصر قوة عسكرية فليس ذلك لحماية المواصلات وحدها بل لحماية النظام والأمن أيضا. تتحدثون عن مصركما لو كان بلدا هادئا مطمئنا، وأنتم لا تجهلون الحوادث التي حصلت أخيرا. أترى إذا تجددت هذه الحوادث وحصل اعتداء وقتل تجدون كافيا
<3>