إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي- كيرزن) - تابع (5) محضر الجلسة الرابعة في 19 يوليه 1921

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954 المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 117 - 128"

أن ترسلوا لنا تلغرافا تطلبون فيه النجدة، إن تمييزكم بين ما يمكن ويصح في السلم، وبين ما يجوز في الحرب تمييز قائم على التحكم ولا أساس له- إذا جاز على العموم أن توضع بمصر قوة فإنه إذا طلب من بريطانيا أن تقوم بحماية النظام وجب أن تكون تلك القوة حاضرة ، وحاضرة في المكان اللازم، ليتيسر لها القيام بما يطلب منها. لا أدعي الخبرة بالأمور العسكرية ولكني لا أشك في أنكم إذا سألتم أية سلطة عسكرية عما إذا كان من الممكن أن ترتجل الترتيبات العسكرية. عند قيام الحوادث لإجابتكم بأن ذلك من الأوهام. ثم خبروني ماذا فعلتم في حوادث الإسكندرية ! إنكم طلبتم العون من الجنود البريطانية، وهبوها لم تكن موجودة. فماذا كنتم فاعلين؛ ثم يجب ألا يغيب عن بالكم ما تراه الدول الأجنبية في هذا الشأن، ولو سلمنا برأيكم واكتفينا بنقطة صغيرة لحماية المواصلات لكانت فرنسا وإيطاليا أول من يحتج على ذلك. فلنواجه الواقع. ونحن لا نريد أن نأتي شيئا مهينا لكم . لكن يجب أن أقول لكم بكل صراحة إنه من المستحيل أن نعقد اتفاقا إلا إذا أعطيت القوّة العسكرية معناها الحقيقي. وقد ذكرتم تاريخ مناقشاتكم في هذه المسألة، ولكن يجب أن تلحظ المسألة من وجهة الإمبراطورية فإنها لا تهم إنجلترا وحدها، والذي لا نزاع فيه أن الإمبراطورية لا تقبل وضع القوة العسكرية في مركز قلق كالمركز الذي تقترحونه لها. تريدون وضع القوة في نقطة من الصحراء. ولنفرض أنكم جعلتم مقامها في تلك البقعة أحب ما يمكن أن يكون. فماذا تكون الحال لو وقعت حوادث ؟ إني لأرجو أن يكون للجيوش المصرية الكفاءة و فيها الكفاية لقمع ما يقع من ذلك، ولكن هبها عجزت ولجأتم إلى المندوب السامي. أفتظنون أن تنزل لكم قوة من السماء ؟ الواقع أنه ليس لهذه المسألة إلا حل عملي واحد، وهو أن تكون القوة في نفس المكان الذي قد تطلب فيه لأداء عمل. والذي يجب أن توقى مصر منه هو أن يكون وجود تلك القوة مهينا لها، أو أن تكون بمعنى حاميه أو جيش احتلال. وإني لأرى بعد طول الروية والتفكير أن المبادئ التي ذكرتها لكم منافية لاستقلالكم ، على أني لا أريد أن يسبق إلى ظنكم أني أهددكم بما أقول، ولكن أرجو أن تتبينوا أن حججكم ليست مما يمكن أن يسلم به أو يخضع له.

        عدلي باشا- تريدون أن تكون القوة للمحافظة على الأمن ؟

        اللورد كيرزن- نعم هي هناك لهذا، ولا فائدة من أن نغالط أنفسنا وننكر ذلك.

        عدلي باشا- ولكننا منذ أربعين سنة وهي مقيمة بيننا لم نلجأ إليها.

        اللورد كيرزن- لم تلجئوا إليها لأنها كانت هناك، وقد كان وجودها أكبر سبب لعدم الالتجاء إليها. على أنه لما وقع الاعتداء الشديد دعوتموها.

        عدلي باشا- كانت القوة موجودة دائما ولكن وجودها لم يمنع حصول الحوادث. أما أننا دعوناها فلأن الجيش الإنجليزي جزء من نظامنا الحالي، فلا غرابة في أن يدعي لأنه أصبح يعتمد عليه في مثل هذه الظروف ، ولكن في النظام الجديد سيلحظ في تنظيم البوليس والجيش أن يكون صالحا
<4>