إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) تقرير الفريق أول أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، حول حرب أكتوبر
المصدر:
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ص 47 - 48"

المسلحة. ولا أنسى فرحة القيادة العامة للقوات المسلحة، حين عاد أبناؤها من رجال الصاعقة سالمين، منفذين لمهامهم، بعد أن قضوا وحدهم في أعماق سيناء ما يزيد عن الشهرين، ولم ينل منهم العدو.

       ورجال الأبرار الجوي بقيادة العميد أ. ح. محمود حسن، عبد الله، هم أشقاء رجال الصاعقة - هؤلاء الرجال الهابطون من السماء خلف خطوط العدو، لم يتركوا فرصة واحدة للتضحية والفداء وتأدية الواجب وتنفيذ المهام إلا أقبلوا عليها متطوعين مندفعين، فقاموا بمهامهم، وحاربوا في الأرض جنباً إلى جنب مع باقي القوات البرية في تعاون وتنسيق تام.

       السيد رئيس الجمهورية،

       أردت أن أعرض عليكم بعض النماذج مما قدمته بعض أجهزة وأفرع القوات المسلحة في معركتنا الخالدة. ويجدر بي أن أقدم الشكر إلى هيئات وإدارات القيادة العامة للقوات المسلحة وباقي قواتها العسكرية المقاتلة في المناطق العسكرية المختلفة، وكذلك قوات الدفاع الشعبي والعسكري.

       لقد قدم جميع أفراد القوات المسلحة، كل في موقعه، أقصى ما يملك من جهد وعرق ودم، وهذا هو واجبهم، وهذا ما أقسموا عليه وعاهدوكم به.

       كما أبعث من هذا المكان، باسم القوات المسلحة المصرية، بتحية الأخوة والتقدير إلى القوات المسلحة السورية، بقيادة الرئيس البطل حافظ الأسد، الذين ساروا معنا على الدرب خطوة بخطوة في الإعداد والتخطيط، والذين انطلقوا معنا في لحظة واحدة لنخوض معركة مشتركة واحدة، إيماناً بوحدة القضية، ووحدة الهدف، ووحدة النضال. ولقد بذلت القوات المسلحة السورية، بحق، كل التضحية والفداء، وقاتلت بشرف وبعزم وتصميم سيسجله لها التاريخ وستذكره لها أمتنا العربية جمعاء، فلها منا التحية ولها منا التقدير.

       كما أبعث أيضاً، من هنا، تحية شكر وتقدير لجميع أفراد القوات العربية المسلحة الباسلة التي شاركتنا معركتنا جنباً إلى جنب، وأثبتت بحق أن الوحدة العربية قائمة، وأن عدونا واحد، ونضالنا واحد، والهدف واحد، والطريق واحد.

       وفي ختام كلمتي، وباسم كل فرد في القوات المسلحة، نعاهد الله والوطن ونعاهدكم، يا سيادة الرئيس، ونعاهد الشعب العظيم، أننا على الدرب سائرون وبسلاحنا ساهرون، لا نتوقف لحظة عن الإعداد والاستعداد حتى تتحرر الأرض العربية كلها، ويسترد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وترتفع أعلام النصر في كل شبر من أرضنا العزيزة تحت قيادتكم وبتوجيهكم وبتأييد من الشعب وبعون الله تعالى.

       والسلام عليكم ورحمة الله.


<4>