إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



حديث صحفي خاص للمشير أحمد إسماعيل حول حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 10، ص 364 - 369"

حديث صحافي خاص للمشير أحمد إسماعيل حول حرب تشرين الأول (أكتوبر).

القاهرة

 

( الأهرام، القاهرة، 4/ 10/ 1974 )

          س - ماذا كانت الفكرة المحورية في وضع خطة حرب أكتوبر [تشرين الأول] 1973؟

          ج - كانت إسرائيل، خلال السنوات السبع الماضية، لا تتكلم عن شيء إلا عن الحدود الآمنة ونظرية الحدود الآمنة، كأنها اخترعت موضوعاً جديداً. واستمرت تقنع العالم بهذه النظرية وبكثرة ترديدها لها، وأصدرت بشأنها كتباً ملأت بها الدنيا.

          لذلك، كان طبيعياً أن يكون أول هدف سياسي استراتيجي لأي عمليات للقوات المسلحة المصرية هو إثبات فشل هذه النظرية، وأن هذه النظرية ما هي إلا وسيلة للتمسك بالأراضي المحتلة. لذلك، كان الهدف السياسي الاستراتيجي الذي كلفت به القوات المسلحة من الرئيس هو إثبات فشل نظرية الأمن الإسرائيلية التي تعتمد على الحدود الآمنة.

          وعلى ضوء هذا الهدف، وصلنا إلى أن تحقيقه يتطلب من القوات المسلحة: هزيمة قوات العدو الإسرائيلي في سيناء والهضبة السورية، والاستيلاء على مناطق ذات أهمية استراتيجية تهيئ الظروف المناسبة لاستكمال تحرير الأراضي المحتلة بالقوة، لفرض الحل السياسي العادل للمشكلة.

          وبناء على هذا الهدف الواضح، كان على القيادة المصرية أن تخطط للقيام بعمليات هجومية استراتيجية مشتركة، تنفذ بالتعاون مع القوات المسلحة السورية وتقوم فيها مصر بالاقتحام المباشر لقناة السويس، وتدمير خط بار - ليف، والاستيلاء على "رؤوس كباري" بعمق 10 - 15 كيلومتراً على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة، وصد وتدمير هجمات العدو المضادة، وتطوير الهجوم شرقاً لتحقيق مهمة القوات المسلحة.

          وقد تحقق هذا الهدف كاملا. لقد ثبت لإسرائيل والعالم أن نظريتها في الحدود الآمنة باطلة. وبالتالي، انكشفت حجتها في الاستيلاء على الأراضي العربية بالقوة، وانكشفت رغبتها الحقيقية في التوسع والضم. وكما قال مؤلف أجنبي: إن إسرائيل انتصرت سنة 1967 من حدود غير آمنة، وهزمت سنة 1973 من حدود آمنة!

          س - ولكن إسرائيل خرجت ولا شك من الحرب بدروس كثيرة، وهذا ما تقوله علناً. فهي، مثلا، تنمي جيشها النظامي لأن الاحتياطي ثبت عدم فعاليته بنفس الدرجة، وغير ذلك. فهل نستعد بنفس الدرجة للمعركة

<1>