إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) حديث صحفي خاص للمشير أحمد إسماعيل حول حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 10، ص 364 - 369"

          وأعتقد أنه لولا التدخل الأميركي لأصيبت إسرائيل بهزيمة نهائية.

          س - واستطراداً لنفس السؤال، هل درسنا نفسية الأسرى الإسرائيليين الذين أتيح لنا أسرهم بهذه الأعداد لأول مرة، واستخلصنا فكرة وسمة العسكرية الإسرائيلية؟

          ج - نعم. درست القوات المسلحة نفسية وسمات الجنود الإسرائيليين الأسرى في حرب أكتوبر [تشرين الأول] سنة 1973.

          وخرجت باستنتاجات كثيرة، منها، على سبيل المثال وليس الحصر:

          1 - معظم جنود الرتب الصغيرة من اليهود الشرقيين (85 %)، والرتب الكبيرة مقصورة على الغربيين.

          2 - معظمهم يقع تحت أوهام الدعاية الإسرائيلية الداخلية. مثلا، يصورون لهم مشكلة فلسطين، بأنه حدث تبادل بشري بين الدول العربية وإسرائيل، ولا يوجد يهود في مصر، بل أن مصر شردتهم وحطمت معابدهم.

          وعندما زار عساف ياغوري أسراً مصرية يهودية في الزمالك والمعبد اليهودي، فإنه قال بالحرف الواحد: لقد وقعنا تحت وهم المؤسسة العسكرية في إسرائيل لأكثر من 20 عاما، وعندما سأعود سأبصق في وجه دايان وأمثاله.

          3 - معظم القادة والجنود من الاحتياط (4 من خمسة)، ويكرهون الحرب، ويفضلون وظائفهم المدنية عليها. مثلا، عساف ياغوري يعمل مدير فندق في ناتانيا، ولما زار بعض فنادق مصر (شبرد، سميراميس، مينا هاوس، إلخ)، قال هذه الفنادق لا تقارن بفنادق إسرائيل ولكن تقارن بفنادق أوروبا!

          4 - جعلنا، بعد ذلك، كل أصحاب مهنة يزورون المصانع والمؤسسات التي تماثل مهنهم. الأطباء يزورون المستشفيات ومعامل الأدوية، المهندسون يزورون مصانع الحديد والصلب وغيرها. وقالوا أنهم فوجئوا (على خلاف الدعاية الداخلية عندهم عن مصر)، بمدى هذا التقدم.

          5 - معظم الجنود ملوا الحروب، وفقدوا الثقة في قادتهم، فكل مرة تحدث فيها حرب يقولون لهم "هذه آخر الحروب"، أو هذه هي الحرب التي ستنهي كل الحروب. ومع ذلك، فالواضح أنهم سيعيشون في حرب ما دامت إسرائيل تحتل أرضاً عربية.

          6 - الشبان تحت سن الثلاثين يحقدون على الشباب الأوروبي لتمتعه بالحياة والرقص والحب. وقال أحدهم: عندما أزور أوروبا أجد كل شاب مع فتاته، ويستمع إلى الموسيقى في كل مكان. أما أنا فأضع الراديو الترانزستور على أذني، لكي أسمع دائماً أنباء اشتباكات الحدود وتوقعات الحرب المقبلة.

          7 - فقدوا الثقة في معظم أحزابهم السياسية.

<10>