إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) حديث صحفي خاص للمشير أحمد إسماعيل حول حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 10، ص 364 - 369"

المقبلة إذا فرضتها الظروف؟ خصوصاً وأن عنصر المفاجأة لن يتكرر لأحد الطرفين؟

         ج - بالنسبة لنا، لقد خرجنا من المعركة أحسن وأكفأ مما دخلنا، من حيث النوع والخبرة والمعنويات والتدريب، واستفدنا من خبرة حرب أكتوبر [تشرين الأول] استفادة كاملة.

         ولا شك أن المعركة القادمة، إذا قدر لنا أن نقوم بها، ستكون مختلفة تماماً عن الحرب السابقة. ستكون بمفهوم جديد، وبتفكير جديد، وبتخطيط علمي جديد مدروس لكل الاحتمالات المقبلة بنفس روح أكتوبر [تشرين الأول] العظيمة.

         أما بالنسبة لعنصر المفاجأة، فإنني أعدكم أن نحصل عليها أيضاً مرة أخرى. فهناك وسائل شتى للحصول عليها، إذ أنها ليست نمطية. واستعدادنا، انتظاراً لأي حرب قادمة، يسير اليوم في مجالات متعددة، منها إعداد القوات بتدريبات جيدة، ورفع الكفاءة الفنية للمعدات، وتطوير قواتنا المسلحة بوجه عام. وأحب هنا أن أسجل أن كل ذلك يتم أيضاً على الجبهة السورية، وأن التنسيق كامل بين الجبهتين. وكنت منذ فترة قصيرة في سورية، وأطمئنكم جميعاً أن التنسيق كامل فعلا.

         س - وجغرافياً واستراتيجيا، هل نحن في وضع أفضل الآن أم أقل؟

         ج - أؤكد أننا في وضع أفضل بما لا يقاس. فلنا الآن اتصال بري مع العدو، ولا يوجد بيننا وبينه مانع مائي، أو خط بار- ليف. ولا أعني بذلك أننا لا نحافظ على كلمتنا في فصل القوات وانتظار محادثات جنيف والاستعداد لها. وقد تختلف الوسائل والخطط، ولكن لكل مشكلة حلها. إننا نعرف سيناء شبراً شبرا، فهي أرضنا الحبيبة.

         س - إن السؤال الذي ما زال يتردد بعد سنة من الحرب، هو قصة الثغرة. وإسرائيل تحاول إعلامياً أن تضخمها. ولكننا نعرف أن كيسنجر جاء مسرعاً إلى أسوان يعرض فصل القوات عندما تأكد لأميركا أننا على وشك القتال من جديد لتصفية الجيب الإسرائيلي. ما هي القصة كاملة؟

         ج - أود، أولا، أن أذكر بتسلسل الأحداث منذ بداية حرب أكتوبر [تشرين الأول] بشكل مختصر جداً، ولكنني أجده لازماً قبل أن أشرح بعض التفاصيل عن جيب الدفرسوار والخطط التي كانت موضوعة لتدميره.

         نذكر أن الجيشين الثاني والثالث على مواجهة 175 كم، تمكنا من اقتحام قناة السويس، والاستيلاء على خط بار - ليف بالكامل، وإنشاء خمسة "رؤوس كباري" بخمس فرق. ثم وحدت الجيوش رؤوس كباري الفرق في رأس كوبري لكل جيش، وصدت جميع هجمات العدو المضادة وبلا استثناء، وكبدته خسائر جسيمة.

<2>