إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) حديث صحفي خاص للمشير أحمد إسماعيل حول حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 10، ص 364 - 369"

          وبعد أن حققنا أهداف هذه المرحلة، وهي الاستيلاء على خط بار - ليف وإحداث أكبر خسائر للعدو في قوته البشرية وأسلحته ومعداته، وبالنسبة لظروف القتال في سورية في ذلك الوقت، وجد من المناسب الضغط شرقاً على طول المواجهة لجذب احتياطي العدو، سواء طيرانه أو مدرعاته، من جبهة سورية تجاه الجبهة المصرية واكتساب مزيد من الأرض.

          وفعلا، تم خلال يوم 14 أكتوبر [تشرين الأول] 1973 هذا التطوير الذي وإن لم يحقق أهدافه كاملة إلا أنه حقق الأهداف الرئيسية منه، وهي:

          1 - تخفيف الضغط على سورية لسحب طيران العدو ومدرعاته من الجبهة السورية تجاه الجبهة المصرية.

          2 - إحداث خسائر فادحة للعدو، وبصفة خاصة في مدرعاته، في معارك كبرى اشتركت فيها من الجانبين أكثر من 1500 مدرعة.

          3 - اكتسابنا مزيداً من الأرض، ولكن، في الواقع، ليس كل المنطقة التي كنا قد خططنا لها.

          وبسحب العدو لطيرانه ومدرعاته من جبهة سورية وجد العدو أن الحل الأنسب له التركيز بكل قواته وفي اتجاه واحد لإحداث أي اختراق في مواجهتنا والعبور إلى الغرب تحت ستار وقف إطلاق النار المتوقع في ذلك الحين في أي وقت، والذي كانت القوى الكبرى تحاول بكل ثقلها تنفيذه، وخصوصاً أن الولايات المتحدة بدأت ترسل دعمها يوم 9، وبدأت آثار الدعم تظهر في خط القتال من يوم 11.

          وقام العدو، ليلة 15/ 16 أكتوبر [تشرين الأول]، بعد هجوم مركز على الجانب الأيسر للفرقة 16 من الجيش الثاني، باستغلال هذا الهجوم، وعبر في منطقة الدفرسوار بقوة من المظلات وسبع دبابات زادت إلى 30 دبابة، مستغلا طبيعة الأرض من المناطق المزروعة والمباني المهدمة في اختفاء دباباته والقتال في الدفرسوار. ثم دارت معارك طاحنة شرق وغرب الدفرسوار بين قواتنا وقوات العدو، وتكبد فيها الطرفان خسائر كبيرة إلا أن خسائر إسرائيل، باعترافهم واعتراف أميركا في هذه المنطقة، كانت من الفداحة حتى أن إسرائيل قررت وقف هذه العملية في مرحلة معينة.

          ولا أفشي لك سراً إن قلت أن هذه الثغرة كدنا نقفلها تماماً في المراحل الأولى لها بواسطة قواتنا.

          وفي الوقت نفسه، فشلت هجمات العدو المضادة تماماً على طول مواجهة الجيشين في الشرق بقصد فتح ثغرات أخرى في أماكن أخرى، وفشلت في جميع الأماكن عدا الدفرسوار.

          وأريد أن أنوه هنا أنه بنهاية يوم 22 أكتوبر [تشرين الأول] 1973، وعند تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار، كان جيب العدو غرب القناة لا يزيد في حجمه عن نصف رأس كوبري واحد لإحدى فرقنا الخمس

<3>