إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) حديث صحفي خاص للمشير أحمد إسماعيل حول حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 10، ص 364 - 369"

شرق القناة، وأنه استنفد ستة أيام من القتال الرهيب، استخدمنا فيه كل قواتنا الجوية وكل أنواع الصواريخ والمدفعية.

          ثم استمر العدو، وتحت ستار وقف إطلاق النار، في التوسع جنوباً ليحول مغامرته المحفوفة بالخطر إلى وضع أكثر أمناً لقواته. وفي الوقت نفسه، كان يريد قطع خطوط إمداد فرقتين من الجيش الثالث موجودتين شرق القناة، وذلك للمساومة بهذا الوضع، واضعاً في اعتباره أن الذي يؤمنه، أولا وأخيراً، هو قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وليس قوته من الناحية العسكرية، حيث كان وضعه حرجاً للغاية غرب القناة، خصوصاً بعد فشله في اقتحام مدينة السويس الباسلة.

          س - هل يمكن ذكر حجم قوات العدو في هذا الجيب، وما هي الخطة التي وضعت لتدميره، وهل كانت قواتنا المتوافرة وقتها كافية لتنفيذ هذه الخطة؟

          ج - لقد وجد العدو أن موقفه في الغرب حرج وضعيف، لذلك دعم قواته في الجيب حتى وصل حجم قواته في النهاية إلى 7 لواءات، تشمل حوالي 550 دبابة. وكان تنظيمه لقواته يبين تماماً أنه كان في وضع الدفاع لا الهجوم. كما رص أمامه 750 ألف لغم رفعناها بعد ذلك، وهي في حوزتنا سليمة الآن. ومن هذا يمكن أن تقدر مدى قلقه.

          أما بالنسبة لقواتنا، فقد تم احتواء العدو بالكامل، وأحيط بالقوات من كل جانب ومن كافة الاتجاهات، عدا ممر ضيق جداً في الدفرسوار بعرض 6 كيلومترات.

          وفي الواقع إن وقف إطلاق النار الفعلي كان الساعة 11 ظهر يوم 28/ 10/ 1973 - وأصدرت أوامري ببدء حرب استنزاف جديدة اعتباراً من يوم 31/ 10/ 73، أي بعد يومين من وقف إطلاق النار. ولك أن تسأل نفسك، لو أننا كنا في موقف الضعف، هل كان ممكناً أن أصدر هذا الأمر بعد يومين من وقف إطلاق النار بكل احتمالاته؟

          لقد كانت حرب استنزاف غير معلنة من جانبنا، اكتفاء بما كانت تعلنه بلاغات العدو وتقارير الأمم المتحدة.

          وكانت أهداف حرب الاستنزاف غير المعلنة هذه، هي:

          - إحداث أكبر خسائر في العدو في قواته البشرية ومعداته وأسلحته، وأن يصبح وضعه في الجيب غير محتمل مع استمراره في تعبئة الاحتياطي، وهو ما لا يمكن للعدو أن يتحمله مدة طويلة.

          - عدم تمكينه من تثبيت اقدامه بتدمير تجهيزاته الهندسية ومعداته التي تظهر في المنطقة.

          - اكتساب مزيد من الأرض شرقاً وغرباً.

          ويمكن أن يوضح البيان التالي لك مدى نشاط قواتنا المسلحة في الفترة من 31/ 10/ 1973 إلى 18/ 1/ 1974، أي يوم توقيع اتفاقية فصل القوات.

<4>