إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



حديث المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، حول بعض جوانب حرب أكتوبر

حديث المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية

حول بعض جوانب حرب أكتوبر

القاهرة

جريدة "الأهرام" في 14 أكتوبر 1974

         في الواقع وأنا في الخارج للعلاج قابلت كتاباً وصحفيين منهم رؤساء تحرير صحف عربية واطلعت على كتب لا حصر لها نشرت عن المعركة باللغات الأجنبية.. كما لاحظت أن الوفود التي تصلنا اليوم بدأ تفكيرها يأخذ اتجاهاً معيناً بسبب الكتب التي تصدر محرفة من الغرب وغير الدقيقة في تناولها للحقائق، كل هذه الأشياء أدت بنا أن نفكر ونبحث هل هناك خطأ ما تسبب في ذلك.. هل خطأ القوات المسلحة أم خطأ الصحافة؟ المطلوب الآن أن يعرف العالم المعركة حقيقتها إيه.. لا نذكر غير الحقائق لا نريد قلب الأوضاع.. لقد دخلنا معركة سياسية وعسكرية واقتصادية وبذلنا جهداً.. فكيف يصل صوتنا إلى العالم وهذا هو موضوع حديثي معكم.. كيف يصل صوت مصر، صوت الحق إلى الخارج.. الحقيقة أي صحفي يصل مصر أقابله ويزور أرض المعركة ويقتنع ولست أعرف ما يكتبه عن المعركة بعد سفره.

         لقد لاحظت أن هناك رؤساء تحرير عرباً ليس لديهم المعلومات الحقيقية عن القوات المسلحة.. لم يزود بأي معلومات، هناك كتب كثيرة صدرت عن المعركة ولم تترجم لكي توجه للخارج لكي تعرف الحقيقة الكاملة المشرفة.

         لقد طبقنا مبادئ الحرب وخططنا للمعركة وللأسف كان هناك مؤتمر دولي لدراسة النتائج العسكرية والسياسية للمعركة وكانت مصر غائبة عن المؤتمر.

         كان تقدير خبراء الاستراتيجية بأن مصر وسوريا لا مجتمعين ولا منفردين لن يقوما بحرب وكان اعتمادهم في ذلك على المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية.. وكان تقديرهم أن أي حشد عربي سيقضى عليه وسيتم تدميره في الوقت المناسب عن طريق التصوير الجوي والأقمار الصناعية.

         لقد بنى العدو تفوقه في القوات الجوية وفي المدرعات على أساس عدم استطاعة مصر ولا سورية التفوق عليه في هذا المجال.

         بالنسبة لعبور المانع المائي وخط بارليف كان صعباً جداً لوجود 30 نقطة قويه ثابتة على طول الجبهة في الضفة الشرقية. ولقد كنا ندرس هذه الصعوبات منذ 7 سنوات وفي الجبهة الشمالية قام العدو بحفر خنادق عميقة ضد الدبابات في أرض صخرية.. وكان تقدير العدو أنه بتفوقه في الدبابات يمكنه أن يقضي بها على أي قوة تقتحم خط بارليف.. ليس هذا فقط بل كان فيه كباري ومعابر لدباباتنا وكل هذه الأشياء كانت في تفكير العدو.. لتوضح أن حربنا كانت فريدة في نوعها ولن تتكرر بعد ذلك.

<1>