إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



تابع : حديث المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، حول بعض جوانب حرب أكتوبر

        لا أنكر أن العدو كان متفوقاً في مجال الإليكترونيات وكانت هذه مشكلة تواجهنا. وكانت معنويات القوات المسلحة الإسرائيلية عالية جداً خاصة بعد هزيمة 67 احتاج ذلك إلى مجهود كبير لرفع معنويات قواتنا.. وانقلب الحال تماماً بعد الحرب وأصبحت الآن معنويات الجندي المصري مختلفة تماماً عنه قبل ذلك.

        كانت أمريكا وروسيا لا تريدان معركة ومن هنا فإن حالة اللاسلم واللاحرب في اعتقاد الجميع ستستمر لأن لا مصر ولا سورية قادرتان على القتال.

        كان هذا التقدير من ناحية التحليل العلمي في نظر خبراء الاستراتيجية على صواب أما من الناحية النفسية ودراسة الشخصية المصرية وطبيعة المقاتل المصري فكان تقديراً خاطئاً لأن هذه الأشياء لم تكن في حساباتهم.

        بعد ذلك بدأنا والزملاء القادة عمل تقدير موقف للحرب لأن قرار الرئيس السادات كان قراراً نهائياً لا رجعة فيه التمهيد السياسي كان كاملاً رغم أننا الذين بدأنا بالحرب ومن هنا بدأنا نعرف كيف ندخل المعركة.. كانت هناك صعوبات.. درسنا جميع الاعتبارات وجميع الاحتمالات وبدأنا بأسلوب علمي وتفكير منطقي سليم تفكير متحرر متطور. بدأنا بنقط الضعف ونقط القوة في العدو كان أول مبدأ من مبادئ الحرب هو عنصر المفاجأة سواء كانت استراتيجية أو تكتيكية أو تعبوية برغم أن المخابرات الإسرائيلية قوية جداً وفي الواقع فقد كانت المخابرات العسكرية المصرية على المستوى المطلوب وكانت بارعة وناجحة حتى أثناء المعركة.

        والمقصود بالمفاجأة الاستراتيجية هي كيف نحمي نية الهجوم واتجاهاته وفي المفاجأة التعبوية كنا ناجحين جداً فيها وللتدليل على ذلك فقد سألت مسؤولاً أمريكيا كبيراً متى علمتم في واشنطن بالهجوم على إسرائيل فكان رده علمنا الساعة الثانية ظهر يوم 6 أكتوبر حتى إسرائيل نفسها تقول أنها علمت صباح 6 أكتوبر والحقيقة هذا الشيء فخر كبير لنا.. فقد تحققت المفاجأة تحقيقاً كاملاً لأن المفاجأة هي نصف النجاح في المعركة. إن الكلام عن المفاجأة يستحق كتاباً.

        في الواقع عندما كنا نخطط للمفاجأة كنا نخطط للهجوم في توقيت واحد لكي نخفي نوايانا.. والحقيقة لقد اشتركت في تنفيذ خطة المفاجأة مع القوات المسلحة بجهد وبتصرف وبذكاء وبعلم وزارتي الخارجية والإعلام.

        هناك مبدأ من مبادئ الاستراتيجية وهو مبدأ اختيار اتجاه الهجوم والضربة وحشد القوة ويقوم المبدأ على تركيز كل الجهد على نقطة أو قطاع صغير على خط المواجهة مع العدو. وكان هدفنا التمويه على العدو حتى لا يعرف اتجاه الضربة الرئيسية إلا بعد العبور مما أدى إلى تشتيت جهده الجوي وانتشار قواته على طول الجبهة. في الضربة الرئيسية التي اشتركت 200 طيارة من مصر، 100 من سورية في الضربة الرئيسية وكانت فوق الهدف المحدد في الساعة الثانية وخمس دقائق تماماً على الجبهتين.

        حشدنا أكبر كمية من المدفعية 2000 مدفع في مصر، 1000 مدفع في سورية، وكانوا بيضربوا في وقت واحد.. كان تقديرنا خلال التمهيد الأولي للمدفعية وبالتحديد في الساعة الثانية والثلث يوم 6 أكتوبر أن خسائر العدو وصلت إلى 3000 قتيل غير الجرحى.

<2>