إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



تابع : حديث المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، حول بعض جوانب حرب أكتوبر

        وأذكر أن الفريق ذكري قائد البحرية طلبني خلال الحرب ليلاً وقال إن قواتنا البحرية في البحر معرضة للهجوم الجوي وسألت الفريق حسني مبارك قائد القوات الجوية عن الموقف فقال إن الطيارين قاموا حتى الآن بست طلعات ورغم ذلك فهم على استعداد أن يقوموا بطلعة سابعة للدفاع عن القوات البحرية كل هذا يوضح أن المعركة دارت بشكل يدعو إلى الإعجاب.

        أذكر أيضاً أننا قمنا بعملية لتطوير الهجوم من أجل التخفيف عن سورية. كان فيه قوات جوية لنا اشتركت مع سورية ولكي أكون صريحاً أكثر فلا أذيع سراً إذا قلت أنه بعد وقف إطلاق النار حدث اختلاف في وجهات النظر بيننا وبين سورية بسبب قبولنا وقف إطلاق النار وتفسيرنا لذلك وقتها كان سوء ظن.

        هناك مبدأ آخر هو السيطرة على الموقف في الحقيقة لم أفقد ولو للحظة واحدة السيطرة على القوات فقد كنت أتصل بجميع القادة في الجبهة. فلم تمر دقيقة واحدة دون الاتصال.

        بالنسبة للاحتياطيات.. كان فيه احتياطي عندنا أثناء وجود الثغرة.. كان فيه فرقة مدرعة كاملة في الغرب بجانب 4 فرق أخرى حول الثغرة.

        وبالنسبة للإمداد والتموين كان عندنا تموين كامل من البترول والذخيرة والتعيينات تكفي ثلاثة شهور ولم يحدث أي خلل.

        وبالنسبة لتغطية الأهداف الحيوية في عمق مصر فقد قام الدفاع الجوي بدوره كاملاً. وفي السنة الأخيرة قبل الهجوم مباشرة فإن القوات المسلحة لم يهدأ لها بال من حيث التدريب.

        الواقع أن حرب أكتوبر قلبت العالم كله على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي.. العالم يدرس الآن نتائج الحرب ونحن غائبون، هناك دروس جديدة استفاد العالم منها:

  • إن الدفاع يمكن اختراقه مهما كان حصيناً والدليل على ذلك مانع قناة السويس وخط بارليف.
  • إن القوات الجوية لم تعد عامل الحسم في أي معركة والدليل أنه تم تحييدها تماماً في المعركة.
  • وضوح أهمية المشاة، بعد تدمير دبابات العدو بالصواريخ.. هناك دول أوقفت إنتاج الدبابات لحين الاستقرار على رأي نهائي في هذا الشأن.
  • أدركت إسرائيل أهمية المدفعية فقد ركزت مؤخراً على المدفعية في تنظيم قواتها وهذا يعد تطوراً من التطورات التي حدثت في إسرائيل.
  • هناك مناقشات جارية في جميع المعاهد الاستراتيجية من حيث الاهتمام بالكم أو الكيف في تسليح الجيوش.

        ودارت مناقشات واسعة للرد على كل التساؤلات.

- سؤال: عن الموقف العسكري الحالي وما هي احتمالاته المستقبلة ومدى استعداد قواتنا لخوض حرب جديدة خاصة وأنه لم يتم استيعاضنا لبعض الأسلحة.

- المشير: بتحليلنا للموقف العسكري اليوم فإن الحرب لم تنته المعركة التي تمت جزء من المهمة الأساسية، لم يملكنا زهو ولا غرور رغم التضحيات التي قدمتها قواتنا.

<3>