إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان رسمي مصري حول استدعاء السيد محمد إبراهيم كامل إلى القاهرة وقطع المفاوضات المصرية - الإسرائيلية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت، مج 13، ص 39 - 40"

وشتتوا فليس هناك معنى لأن يشردوا الفلسطينيين ليعيشوا تحت الاحتلال ثمنا لآلام اليهود، وإذا كانت إسرائيل تتصور أن مستعمرة هنا ومستعمرة هناك أو أن مطارا هنا ومطارا هناك أقوى في تحقيق أمنها من اقتناع جيرانها بالتعايش معها في سلام، فإنها بهذا تفضل سلاما مفروضا بقوة السلاح على سلام نابع من الاقتناع بفائدة السلام. وضيق مساحة إسرائيل وقرب أرضها من الأرض العربية ليس ظاهرة تنفرد بها ولا يمكن أن يكون مبررا لأن تفرض أسلوب التوتر على المنطقة بحجة الدفاع عن نفسها أو حماية وجودها من الدمار، فإن دول أوروبا تتجاور بل وتتداخل لكن ذلك لم يمنع الدول المتجاورة والمتداخلة من العيش في سلام بعيدا عن حساسيات الحرب وخوف التدمير وكثير من دول العالم وأوروبا مرت بمراحل كراهية ومرارة أكثر مما أسفرت عنه معارك العرب وإسرائيل. إن مصر وهي تتخذ هذا القرار تعتبره جزءا من موقفها الواضع والصريح في مواجهة هذا الوضع، وهي تترك تقدير الأمر للضمير العالمي مبرئة ذمتها من احتمالات فشل لم تتسبب فيه وخذلان لآمال الملايين لم تكن هي سببه بأية صورة وعلى أي وجه، ومصر على كل حال قد مرت بمحن عديدة وتجاوزتها عبر تاريخها الطويل ولم تقبل أسلوب الخداع والمناورة والمزايدة لأن ذلك لم يكن هدفها من مبادرة رئيسها وزعيمها الشجاع وإنما كان هدف المبادرة صيانة الدم من أن يراق والسلام من أن يظل مطلبا مستحيل المنال.

          إن السلام الذي تطلبه مصر هو قبل كل شيء وبعد كل شيء سلام للمنطقة وللدنيا كلها. ولعلها بما فعلت قد قدمت كل ما تستطيع وستظل مصر مع ذلك على عهدها السلام العادل الشامل الشريف مطلبها وأمن المنطقة غايتها وصولا إلى ما يحقق أمن الإنسان في هذا العصر الذي نعيش فيه.

          هذا وقد دعا السيد الرئيس محمد أنور السادات مجلس الشعب إلى جلسة طارئة تنعقد في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح السبت الثاني عشر من شهر صفر عام 1398 الموافق 21 من شهر يناير [كانون الثاني] عام 1978 ليعرض على ممثلي الأمة كل حقائق الموقف.


<2>