إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان الملك حسين إلي الشعب حول موقف الأردن من اتفاق كامب ديفيد
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج14، ط1، ص 555 - 559"

احد في العالمين العربي والاسلامي التصرف بها، او النزول عنها. ولن تتمكن اسرائيل ولا سواها من تغيير هذا الواقع ولو بدا ذلك ممكنا. الى حين.

         ان الاردن يطالب العالم بتفهم هذه الحقائق، والضغط على المحتل لايقاف اجراءاته التعسفية الباطلة في الارض المحتلة، كما يطالب المجتمع الدولي بابقاء جهود السلام في دائرة الالتزام بالانسحاب الكامل وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني كأساس لكل مباحثات تستهدف تحقيق تسوية سلمية عادلة. هذا ما يفرضه القانون الدولي والمواثيق الدولية، وهذا ما تقتضيه المتطلبات العملية للسلام الدائم المستقر القائم على العدالة.

         وفي نفس الوقت، فاننا في الاردن ندرك صعوبة ودقة الاوضاع التي يعيش في ظلالها اخواننا ابناء الارض المحتلة. اننا لن نتخلى عنهم مطلقا في أزمتهم الراهنة. لن نضن عليهم بالدعم والمساندة معنويا وماديا، وبكل طاقاتنا وقدراتنا. ولن نفرض عليهم آراءنا ومواقفنا فيما يتعلق بمستقبلهم ووسائل التعجيل بانهاء الاحتلال وبناء الكيان الوطنى الحر. وستوسع الحكومة نطاق التشاور معهم للتباحث حول سبل الصمود والعمل البناء من أجل الغايات المشتركة في المرحلة القادمة.

         أيها الاخوة المواطنون،

         ان الظروف التاريخية قد فرضت على هذا البلد المجاهد الصابر ان يتحمل تبعات قومية كبرى، كان يكون قاعدة للعمل العربي الواعي الصادق الاصيل. ان هذا شرف عظيم لبلدنا، علينا ان نرتفع لمستواه ابدا. وفي نفس الوقت، فان على الوطن العربي، بأسره، أن يرتفع لمستوى التحدي الراهن، وان يتجاوز على عاداته القديمة والاساليب البالية التي قادت الامة الى دوامة العجز والضعف والنكسات. على الدول العربية جميعها، وعلى القيادات العربية، أن تنتقل بالامة الى مرحلة جديدة تبتعد فيها عن أجواء المزايدات والصراعات الصغيرة والهروب من المسؤولية، وان تضع مواردها الهائلة وطاقاتها في خدمة العمل الواقعي الشجاع من اجل حماية وجودنا القومي والحضاري، ولدرء الاخطار، والسير بثقة نحو المستقبل. ومن هذا المنطلق، نرحب بالدعوة للقاء القمة العربى، وهي دعوة طالما رددناها، املا منا في أن يكون المؤتمر اداة لوضع برنامج شامل مسؤول للعمل العربي المشترك، يبتعد عن أجواء الصيغ الكلامية البراقة والعواطف التي لا توضح لنا

<7>