إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان السيد محمد حسني مبارك، نائب رئيس الجمهورية،
ينعي إلى الأمة الرئيس محمد أنور السّادات
مساء السادس من أكتوبر 1981 1

بسم الله الرحمن الرحيم: سورة الفجر الآيات من 27 - 30 يَا أَيَّتُها النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى َربَّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فادْخُلي في عِبَادِي وادْخًلي جَنَّتِيصدق الله العظيم.

يعجز لساني، وقد اختنق بما تموج به مشاعري، أن أنعي إلى الأمة المصرية، والشعوب العربية والإسلامية، والعالم كله، الزعيم المناضل، البطل محمد أنور السادات.

استشهد الزعيم، الذي تعلقت بحبه ملايين القلوب. استشهد بطل الحرب والسلام. استشهد الرجل، الذي أعطى أمته، منذ صباه، دمه وعرقه وحياته. استشهد المجاهد، الذي لم يتوقف لحظة عن النضال، في سبيل المبادئ العظيمة، والمُثُل العليا والقيم الخالدة. استشهد القائد، الذي حرّر إرادة وطنه، وأعطى لأمته مجداً، لم يدانِه مجد سابق. استشهد، وهو يقف شامخاً، يطل على أعظم إنجازاته، يوم النصر العظيم، نصر أكتوبر، رمز القوة، وقاعدة السلام.

لقد شاء الله - جلّت قدرته - أن يستشهد الزعيم في يومٍ، هو ذاته رمز له، وأن تكون ساحة استشهاده، بين جنوده وأبطاله، وبين الملايين من أبناء الشعب، وهي تحتفل مزهوّة وفخورة بذكرى يوم العاشر من رمضان العظيم، بذكرى اليوم، الذي ردت فيه إلى الأمة العربية عزتها وكرامتها. ولم يكن هذا النصر، إلاّ من عند الله، وبإرادة الشعب، وفكر الزعيم القائد وقراره، وبطولة القوات المسلحة.

لقد اغتالت الزعيم يد آثمة، غادرة. وإن كنّا قد فقدنا الزعيم والقائد، فإن عزاءنا، أن الشعب المصري كله، بملايينه في أرجاء البلاد، ريفها وحضرها، يقف، اليوم، يعتصره الحزن والألم، ليعلن أننا سائرون على دربه. لن نحيد عن درب السلام، إيماناً منّا بأنه الطريق الحق والعدل والحرية. سنسير على دربه، درب الديموقراطية والرخاء.


1 جريدة "الأهرام"، 7 أكتوبر 1981، 10 ذي الحجة 1401 هـ.

2 سورة الفجر، الآيات 27- 30.

<1>