إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي - كيرزن) - تابع (8) محضر الجلسة السابعة في 4 أغسطس 1921

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 144 - 146"

        اللورد كيرزن - إن الوزارة تنظر إلى مسألة القوة العسكرية نظرة واحدة. فإذا كان هناك توقيت كان للموضوع كله، وإذا تم التفاهم على ذلك جاز أن بعد خمس سنوات مثلا يعاد النظر بين الطرفين في جزء المعاهدة المتعلق بالقوة العسكرية.

        عدلي باشا - ولكن ذلك لا يغير من وجه المسألة إذا كان أمرا استمرار وجود القوة العسكرية في يدكم ويجري على حسب رأيكم.

        اللورد كيرزن - ولكن المأمول أن تكون الحال في مصر إذ ذاك بحيث لا تدعو إلى إبقاء الجيش - صدقني في أني أنظر إلى المسألة المصرية بعناية خاصة، وإني أتوق إلى إرضائكم ولست أريد أن أتعرض للأشخاص، ولكني يسعني أن أقول إنه إذا كان المفاوض معكم هو المستر ونستون تشرشل مثلا لرأيتم أنه أكثر مني تشددا وخير لمصر أن لا تقع مرة أخرى فيما وقع فيه سلطان تركيا من الخطأ عند الشروع في وضع معاهدة "درند وولف" - لقد كان اللورد سالسبري ممتلئا إذ ذاك رغبة في جلاء الإنجليز عن مصر. وكنت أنا في بدء عملي سكرتيرا له وإني موقن بصدق رغبته ولكن سلطان تركيا أضاع عليكم هذه الفرصة، ومضت أربعون سنة لم يعمل فيها شيء في هذا السبيل، فهل تريدون أن تجددوا هذه التجربة.

        سأسافر إلى باريس يوم، الأحد حيث أبقى عشرة أيام لحضور المجلس الأعلى للحلفاء، و يسرني قبل قيامي أن أعرف منكم ما إذا كان هناك أمل في الاتفاق على مسألة القوة العسكرية بعد أن تكونوا قد تبينتم مركزنا بالنسبة لها. وسأبعث لكم بمذكرة في هذا الموضوع. وأرجو أن تخبروني قبل سفري عما إذا كنتم تبغون الاستمرار في المفاوضة أثناء غيابي أو تفضلون بقاء المسألة حتى أعود وأعرض المسألة بحذافيرها على الوزارة. ولا أخفيكم أني أفضل أن تنتهزوا فرصة غيابي للتكلم مع المستر لندسي وأعوانه في باقي المسائل وأعدكم بأنه بعد عودتي من باريس يكون لنا اجتماعان أو ثلاثة - لأنني باق هنا إلى 2 أو 3 سبتمبر - ثم نعود في أوائل أكتوبر لإتمام مهمتنا - هل يهمكم العودة إلى مصر في ميعاد معين؟

        عدلي باشا - إني لا أرغب بالطبع في البقاء بلا مبرر ولكن بما أن الأمر متعلق بأهم ما عندنا من الشؤون فالزمن الذي تستدعيه المفاوضة لا يهم.

        اللورد كيرزن - إن الحالة الآن بمصر حسنة والمسألة التي نشتغل بها هامة ويحسن أن نبذل كل ما يلزم من الوقت للبحث والتدقيق فيها من جميع الوجوه.

        عدلي باشا - سأنتظر مذكرتكم الجديدة عن المسألة العسكرية. وأرجو أن يكون فيها خير وأن تذلل بعض العقبات.

        وانتهى الحديث حيث كانت الساعة الخامسة وعشر دقائق.

        (تبودلت بين عدلي باشا واللورد كيرزن بعد هذا الحديث كتب بشأن القوة العسكرية وردت بنصيها الإنجليزي والفرنسي في مجموعة المذكرات).


<3>