إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



بالعظام. ونظراً إلى أن الساعد والذراع أجزاء متحركة، تتخذ أوضاعاً كثيرة، فإنه يتعذر تحديد موضع الضارب، إلا بعد تحديد وضع الساعد ووضع الذراع كله، وقت الضرب. وعيار ثالث أصاب وحشية خلف أسفل الفخذ اليسرى، ونفذ من مقدم الفخذ، أعلى حافة الرضفة. وكان الضارب إلى يسار وخلف سيادة الرئيس الراحل، وقت الإصابة. وفي هاتين الإصابتين، فإنه وإن لم يمكن تحديد نوع السلاح المستعمل في الحادث، نظراً إلى اختراق المقذوف منطقة الإصابة، دون أن يستقر فيها، إلاّ أن نفاذ المقذوف من الإصابة، في الحالتين، وإحداث كسر جسيم مفتت بأسفل عظم الفخذ، يتفق وحصول كل من هاتين الإصابتين من سلاح ناري مششخن، ذي قوة واختراق عاليتين، ويمكن حدوثه من مثل الأسلحة النارية المضبوطة بالحادث. وكل هذه الإصابات حدثت من مسافة لا تتعدى حدود المتر، وقد تكون عدة أمتار أو بضعة أمتار.

 

2 -

وإن ما ثبت من فحص الصدر بالأشعة، من وجود ظلال متعددة مختلفة الأشكال والأبعاد بتجويف الصدر، قرب الأضلاع، وفي مسار العيار بالصدر، مع ما ثبت من فحص الملابس، من وجود ثقوب نارية بها، بعضها نافذ وبعضها غير نافذ من كل طبقات الملابس، ومؤيداً بنتيجة فحص الأشعة، من وجود ظلال فتات معدنية بها، ثم ما ثبت من فحصها، بعد استخراجها، من أنها فتات معدنية صغيرة، من مقذوفات نارية ( رصاص ).

          كل ذلك يشير إلى أن سيادة الرئيس الراحل وملابسه، كانت موضع إصابات من فتات مقذوفات نارية، كانت قد اصطدمت وتناثر فتاتها، قبل أن تصيب ملابسه وجسمه.

          وقد نشأت وفاة السيد الرئيس الراحل عن الإصابات النارية، بما أحدثته من تهتك الرئة اليسرى، وإصابة المحتويات الحيوية الهامة بالجزء العلوي من المنتصف الصدري، وكسور بعض الأضلاع، وكسر عظم الفخذ اليسرى، وما نشأ عنه من نزف غزير، داخلي وخارجي، وصدمة عصبية شديدة 1.

          القاهرة في:  18/ 11 / 1981


1 حسني أبو اليزيد، أسرار محاكمة قتلة السادات، من ص 102 إلى 122.

<14>