إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي - كيرزن) - تابع (20) محضر الجلسة التاسعة عشر في 17 أكتوبر

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 179 - 183"

       عدلي باشا - نحن نريد التوصل إلى اتفاق يمكن أن يقبل في مصر. أي يكون لنا الأمل في أنه يرضي المصريين، وكلانا في هذه الغاية سواء، ولكنكم كلما زدتم من الهيئات التي تحل محل نفوذكم الحالي مهما تكن أسماؤها، وكلما زدتم في اختصاصاتها، جعلتم الأمل في رضى المصريين بمشروع المعاهدة وقبولهم له أقل وأضعف. وقد وقفنا عند الحد الأدنى لمطالب المصريين وتجنبنا كل ما يمكن أن يعترض عليه بالتشديد أو المبالغة.

       ( ثم خاض في حديث الموظفين لا فيما يتعلق بالتعويضات - فقد أجل إرسال المذكرة حتى يفحص عدلي باشا بعض مسائلها التفصيلية - وإنما فيما يتعلق بتعيين الأجانب بدلا من الإنجليز )

       المستر لندسى - أظن أنكم تسلمون بأن ذلك لا يجوز أن يجري لكم في غرض أو غاية.

       عدلي باشا - نعم، حقيقة لا نفكر في الاستغناء عن الإنجليز لنحل محلهم أجانب غيرهم وليس لدينا مانع من أن نقبل نصا بهذا المعنى.

       المستر لندسى - ولكنكم لا ترضون الصيغة التي نقترحها من اشتراط استشارة الممثل البريطاني في تعيين الأجانب.

       عدلي باشا - نعم، لا نرضاها لأن فيها تداخلا شديدا في إدارة مصر لشئونها، والذي يهمكم من الأمر قد قبلناه، فما حاجتكم لوضع هذا القيد العام على تصرفاتنا؟

       المستر لندسى - المفهوم أنكمَ لا تريدون إحلال أجانب غير إنجليز محل الإنجليز حتى ولو بصورة غير مباشرة.

       عدلي باشا - طبعا لا نريد ذلك. وقد دلتنا أحكام المحاكم على أن ستر الرغبة في التخلص من موظف باسم إلغاء وظيفة أو بغير ذلك من الأسماء لا يجعل العمل الظالم قانونيا، ولا يحول دون الحكم على الحكومة بالتعويض. وإذا حلا للحكومة المصرية أن تستغني عن موظف إنجليزي لتعين محله مصريا لمدة قصيرة ثم لتعين أجنبيا آخر محل المصري. أو إذا حلا لها أن تلغي وظيفة يشغلها إنجليزي لتعيدها بعد ذلك باسم جديد وتضع فيها أجنبيا آخر، أقول إذا حلا للحكومة المصرية أن تفعل ذلك فليس من ينكر عليكم الحق في الاعتراض على أعمالها.

       المستر لندسى - أفهم وجه اعتراضكم على الصيغة. وأعتقد أنه من الميسور الوصول في هذه المسألة إلى حل مرض.

       ( ثم تعرضا لمسألة أسلاك التلغراف البحرية ):

       إن الذي يعنينا في الحقيقة هي مسألة التلغراف اللاسلكي من وجهة الدعوات الخطرة التي يمكن أن تروج بها. ويهمنا لذلك أن لا يعطي امتياز به إلا بموافقتنا.

<3>