إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي - كيرزن) - تابع (21) محضر الجلسة العشرين في 2 نوفمبر
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 183 - 187"

         عدلي باشا - إن وضع جنود إنجليزية في أرض مصرية حتى على القناة نفسها لا ينظر إليه المصريون بعين الرضى. إذ الواقع أنه لا ضرورة لها في وقت السلم. ومع أننا لا نجهل الأهمية التي تعلقها الحكومة الإنجليزية على أمر هذه المواصلات فإننا نرى أنه ليس من خطر يهددها وهي في أمن لا يحتاج معه إلى التأمين. أما في زمن الحرب فنقدر أن المعاهدة كفيلة بأن تزيل كل خوف لكم بشأنها. وسواء كان الاعتداء على مصر نفسها أو كانت مصر محاربة إلى جانب إنجلترا حليفتها أو كنتم وحدكم في حرب فإن المحالفة تمكنكم من اتخاذ كل ما ترونه من وسائل الدفاع ولا حاجة معها إلى وضع جنود منذ وقت السلم استعدادا لحالة الحرب.

         المستر لويد جورج - ماذا تقولون في مواصلاتنا مع السودان؟

         عدلي باشا - إن هذه المواصلات حاصلة بطريق بور سودان.

         المستر لويد جورج - ولكنها قد لا تكفي.

         عدلي باشا - لست أرى دخلا للسودان في أمر المواصلات. فإن ما يفهمه المصريون من المواصلات الإمبراطورية هي المواصلات مع المستعمرات الإنجليزية فيما وراء البحار. أما السودان فهو مسألة أخرى. وهي كبيرة الأهمية عند المصريين. ولنا بشأنه مطالب لم نبدها بعد لأننا أردنا أن نتبين أوّلا ما إذا كان الاتفاق ممكنا بشأن مصر. وكنا قد اعترفنا أنه إذا تم الاتفاق بشأنها انتقلنا إلى بحث مسألة السودان فهي مسألة لم يأت دورها بعد.

          المستر لويد جورج - لمصر شأن غير شأن السودان. فإننا فيما عدا تأمين مواصلاتتا بطريقها لا نريد التدخل في شؤونها. ونريد أن تربطنا وإياها محالفة حقيقية. ولكننا لا يسعنا ترك السودان أو أن ننزل عن مركزنا فيه على الصورة التي ننزل بها عن مركزنا في مصر.

         عدلي باشا - ولكن ما هي علاقة السودان بمسألة حماية المواصلات. أو مسألة القوّة العسكرية فإن في السودان جيشا مصريا. وهو الذي يتولى حفظ الأمن فيه والدفاع عنه.

         المستر لويد جورج - قد تقوم فتن واضطرابات خطيرة في السودان نحتاج معها إلى إرسال جنود لقمعها ونقل هذه الجنود بطريق مصر.

         عدلي باشا - إن هذه حالة نقل جنود في ظروف خاصة. ولا حاجة معها إلى قوّة عسكرية دائمة. وهي حالة لا يمكن النظر فيها على حدتها. أو بمناسبة البحث في حماية المواصلات والقوّة العسكرية. وإنما هي مرتبطة بمسألة السودان في جملتها. ويمكن عند البحث في النقطة المتفرعة عن مسألة السودان وضع اتفاق خاص يرتب فيه لهذه الحالة ما يناسبها من الأحكام. وعلى أي حال فإني لا أرى أن يكون مجرد احتمال الحاجة إلى نقل جنود بطريق مصر لقمع فتن في السودان سببا يستدعي حفظ قوّة عسكرية في مصر.

         المستر لويد جورج - هذا حق. وخير أن نترك هذه المسألة الآن.
<2>