إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي- كيرزن) - (25) محضر الجلسة الرابعة والعشرين في 19 نوفمبر

"وزارة الخارجية المصرية القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 192 - 193"

(25) محضر الجلسة الرابعة والعشرين
بين دولة عدلي باشا واللورد كيرزن
في يوم السبت 19 نوفمبر سنة 1921 بوزارة الخارجية
ــــــــــــ

        قصد عدلي باشا إلى وزارة الخارجية حيث قابل اللورد كيرزن طبقا للاتفاق السابق، وبعد التحية:

        اللورد كيرزن- إني أبلغت الوزارة ردّ الوفد وقد أسفوا جميعا لهذه النتيجة. وكنت أشدّهم أسفا إذ كنت صادق الرغبة في الوصول إلى اتفاق، ولقد أدرك مركز الوفد ووجهة نظره وما يحول بينه وبين قبول المشروع. ولكن الوزارة بعد البحث ترى أنه لا يسعها أن تتنازل عن القيود التي وضعت في المشروع. وكنت أعتقد دائما أنه إذا تعذر وضع اتفاق نهائي جاز أن ننتهي إلى ترتيب حالة مؤقتة على قواعد المشروع حتى إذا أخرجت إلى حيز الواقع وطبقت بضع سنين واستطاعت مصر في أثنائها أن تثبت كفاءتها وقدرتها على إدارة شؤونها وتنظيم جيشها واستتب الأمن واستقام النظام، أمكن البحث في وضع اتفاق نهائي ورفع القيود التي قد يعتبر الآن أنها لابد منها ولا غنى عنها، وسيتعين على هذا أن يكون الإنجليز والأجانب معا مطمئنين إلى الحالة الجديدة. وإنما يتحقق الاطمئنان إذا لم تعرض مناسبة لتدخل الجيش، وإذا قام المصريون قياما حسنا بما يقتضيه ذلك النظام الجديد. وتذكر أني لمحت إلى هذه الفكرة إذ وضعت في مذكرتي الثانية عن المسألة العسكرية إشارة إلى جواز إعادة النظر في هذه المسألة بعد زمن معين.

        عدلي باشا- ليس في وسعي أن أقبل هذه الفكرة. ولو استطعت لما أقرتني البلاد على ذلك لأن التوقيت الذي تشيرون إليه لا ضابط له، إذ يمكنكم أن تقولوا إن التجربة لم تصح فتستمر الحالة على ما كانت عليه. ولا يخفى عليكم أن المصريين لن يصادقوا علي الاحتلال أو على إشراف دولة أجنبية على شؤونهم ولو كان ذلك مؤقتا وإلى أجل. وقد يمكنكم أن تنفذوا مالا يقرّونه من النظامات. ولكن لا تتوقعوا منهم قبولا بها. وعلى أي حال فلست أرى ما يمنعكم من تنفيذ الأحكام التي تضمن مشروعكم الاعتراف بها للمصريين وذلك إلى أن يتم الاتفاق على ما اختلفنا فيه من المسائل.

        اللورد كيرزن- ولكن كيف يمكننا أن ننفذ مشروعا كهذا يتضمن تمثيلا خارجيا ونظاما نيابيا كاملا من غير معاونة رجال ذوي نفوذ مثلك.

        عدلي باشا- إن لي بروجراما معروفا. ولم أقبل الوزارة إلا للسعي في تحقيقه فلا يسعني أن أعود إلى مصر وأعلن للملأ أني لم أنجح ولكني باق لتنفيذ جزء من المشروع الذي لم أقبل به.
<1>