إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
5 - مفاوضات سنة 1927- 1928 ( ثروت- تشمبرلن)- (1) بيان عبد الخالق ثروت باشا

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 -1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 229- 244"

5 - مفاوضات سنة 1927- 1928
( ثروت - تشمبرلن )
ـــــ

( 1 ) بيان حضرة صاحب الدولة عبد الخالق ثروت باشا

          إن المحادثات التي دارت بيني وبين سعادة السير أوستن تشمبرلن. وزير خارجية حضرة صاحب الجلالة البريطانية لأجل الوصول إلى اتفاق يصلح أساسا لمفاوضات رسمية يكون الغرض منها عقد معاهدة تحالف وصداقة بين بريطانيا العظمى ومصر، قد مرت بأدوار ثلاثة: أما الدور الأول، وهو الذي كانت ثمرته تبادل مشروعينا، فقد جرى أثناء زيارة مليكنا المعظم لإنجلترا أي من 4 إلى 31 يوليه سنة 1927؛ كذلك جرى الدور الثاني بلوندرة في خلال المدة القصيرة التي أقمتها فيها عقب زيارة جلالته لمدينة بروكسل مباشرة. وفي غضون هذه المدة كانت أهم المناقشات فيما اقترحه كلا الطرفين ؛ وجرى الدور الثالث في القاهرة وكان أهم أغراضه تبادل الرأي تتمة للأحاديث السابقة وسعيا إلى تحديد مرمى بعض نصوص المعاهدة وقد بدأ هذا التبادل شفهيا ثم عاد كتابيا وكان الوسيط فيه فخامة اللورد لويد المندوب السامي لحضرة صاحب الجلالة البريطانية في مصر.

( 1 )

          ولقد بدا لي أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك لإنجلترا فرصة موفقة للاتصال مباشرة برجال السياسة الإنجليز ولاسيما رجال حكومة حضرة صاحب الجلالة البريطانية، ثقة بأن هذا الاتصال الشخصي لا بد عائد بالفائدة على مصر بما يؤدي إليه من زيادة فهم كل منا حالة الآخر؛ وكنت حريصا بوجه خاص على إزالة ما علق بأذهانهم من الأثر الذي تركته الحوادث الأخيرة ولاسيما حادث شهر يونيه بشأن الجيش، ذلك الحادث الذي حدا بهم إلى اتخاذ تدابير - من مثل إرسال مدرعات إلى الإسكندرية - لم تكن في نظرنا لتتفق مع رغبتنا الصادقة في أن تكون علاقاتنا مع بريطانيا العظمى ودّية. أو لتتناسب مع الأسباب التي أدت إلى تلك الأزمة. وقد كان للحفاوة الفائقة التي لقيها مليكنا المعظم من حضرتي صاحبي الجلالة البريطانية ومن الجمهور الإنجليزي بوجه عام في جميع المدن التي زارها ما شدّ من عزمي وسهل من مهمتي. لذلك اجتمعت للمرة الأولى في وزارة الخارجية البريطانية بالسير أوستن تشمبرلن اجتماعا طويلا ؛ أعربت لسعادته فيه قبل كل شيء عما خالج فؤاد جلالته من عظيم الرضا والارتياح وما تركته في نفسه من جميل الأثر مظاهر الحفاوة الودية التي لقيها جلالته من حضرتي صاحبي الجلالة البريطانية والترحاب من جميع طبقات الشعب. بحماسة وطواعية نفس بالغتين، مما سرنا أن نرى فيه إشارة ناطقة بالعطف على مصر .

<1>