إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات فى شان الجلاء عن مصر
5- مفاوضات سنة 1927- 1928 (ثروت- تشمبرلن)- تابع (17) رد ثروت باشا على رسالتي تشمبرلن

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 286- 288"

          فرغبة فى درء المشاكل ولاقتناعى بما لتسكين الخواطر القلقة من الأهمية فى سبيل التوفيق بين البلدين. رأيت منذ عودتى وبعد أن أنعمت النظر مليا فى النصوص أن أبسط للورد لويد مختلف النقط التى يحتاج فيها إلى إيضاح، وكان من بواعث ارتياحى أن أقرأ فى رسالتكم الأولى إليّ- تأييدا صريحا لهذا الأسلوب.

          فكان لى إذن أن أدهش لتصريح سعادتكم بأن هذه الطريقة لا يمكن أن تستمر. ولدعوتكم إياى فى الآن نفسه. إلى عرض المعاهدة على زملائى قبل أن تسوى أو توضح مسائل مياه النيل والجيش والبوليس.

          والواقع أن ما وعدتم ببيانه من الأثر الذى أحدثته ملاحظاتى كان موضوع أحاديث عدة بينى وبين اللورد لويد منذ تسلمت رسالتكم الأولى. بل كان رد سعادتكم فى وقت ما موضوع تلخيص كتابى منه. لم أجده مرضيا فى بعض المسائل وقد أبلغته ملاحظاتى بشأنها كتابة. وعند ذلك رأيت أن الأوفق لمصلحة الطرفين، تسهيلا وتحديدا للمناقشة، أن أجعلها كتابية وهذا هو ما حدا بي إلى أن أرسل إلى اللورد لويد صورة من طلبات الإيضاح كنت أتخذها فى المناقشات الشفوية بمثابة مفكرة لى، فليس هناك إذن غير نفس الاستيضاحات التى تقبلتموها سعادتكم قبولا حسنا فى رسالتكم الأولى.

          ولشد ما أسفت لأن تكون هذه المحادثات بما تقتضيه من اتصال المراسلات بين لندن والقاهرة سببا لتأخيرى عن استشارة زملائى وزعماء الأحزاب المختلفة. وأظننى شعرت بما شعرتم به بل بأكثر، من ذلك القلق العميق الذى يحدثه طول السكوت فى النفوس، وإن لم يكن ثمة مندوحة عن هذا السكوت بسبب الظروف التى جرت فيها هذه المحادثات بين لندن والقاهرة بالرغم من أن ذلك القلق كان من شأنه أن يزيد فى صعوبة مهمتى، فقد أخذت على نفسى دون حرج أو غضاضة مسئولية هذا التأخير، معتبرا أنه إذا أمكن الحصول على الإيضاحات المطلوبة لم يكن وقتى قد ضاع سدى. والواقع أن هذه الإيضاحات هى فى نظرى حجج لمصلحة المشروع. وكنت أرى أن تلك الإيضاحات مع ما تضمنه المشروع من مزايا وفوائد تسمح لزملائى عند عرض المشروع عليهم بموازنة ما يبدو لهم فيه غير محبب، فلم يكن لى إذن إلا غرض واحد. وهو أن مجهود التقريب بين البلدين، بقدر ما يترجم له ويعبر عنه مشروع المعاهدة، يقدم على خير وجه يكفل له النجاح.

          ولقد كان بوسعى وأنا أطرح المشروع على زملائى أن أصحبه بما أراه من الإيضاحات المستفادة من المحادثات التى قمت بها، إلا أنه لعلمى أن التفسير الصادر من طرف واحد ليس ملزما للطرف الآخر، كما لاحظتم سعادتكم ذلك بحق فى رسالتكم الأولى، فقد حاولت بتلك الاستيضاحات، لا استئناف البحث فى مختلف المسائل للوصول فيها إلى أكثر مما وصلت إليه محادثاتنا، وإنما الحصول على تأييد من جانبكم يبرر البيانات والإيضاحات، التى يسوغ لى بحق أن أعتبرها منطوية فى اتفاقنا، مترجمة عن حقيقة فِكْرِ كل من اشتركوا فى محادثات-لندرة.

<2>