إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
5 - مفاوضات سنة 1927 - 1928 (ثروت - تشمبرلن) - (20) الرسالة الثالثة من تشمبرلن إلى ثروت
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 291 - 293"

(20) الرسالة الثالثة
من سير أوستن تشمبرلن إلى دولة ثروت باشا
ــــــ

         تلقيت الرسالة التى تفضلتم دولتكم بإبلاغى إياها بواسطة اللورد لويد، و إننى لسعيد أن أستخلص منها أنكم تشاطروننى الرغبة الأكيدة فى الوصول إلى اتفاق فى أقرب وقت ممكن.

         لقد أفهمتمونى دولتكم صراحة فى خلال إحدى محادثاتنا الأولى فى الصيف الماضى أنكم تعتبرون إبرام اتفاق بين البلدين، كالاتفاق الذى وضعنا صيغته فيما بعد، عملا جليلا يرفع من شأن واضعه ويعلى من ذكره وتذكرون دولتكم كذلك أننى فى أثناء زيارتكم الثانية لهذه البلاد فى العام الماضى سألتكم رأيكم الصريح فى المعاهدة التى يراد إبرامها. فأجبتم بأنكم تأخذون على أنفسكم العهد بأن تجعلوا كل اتفاق يمكن أن نتفق عليه أمرا ذاتيا لكم وأن تؤيدوه بقوة نفوذكم كما أيد هر شتريزمان والدكتور لوثر معاهدة لوكارنو. وحملا أبناء وطنهما على قبولها. وقد أوضحت لدولتكم أن نياتى تطابق نياتكم من هذا الوجه وبناء على هذه التأكيدات من جانب دولتكم. وعلى ما اتفقنا عليه من أن النص الذى قررناه نهائيا هو الحد الأقصى الذى لا يستطيع أى منا أن يتجاوزه أو ينزل دونه، أمكننى بعد ختام المناقشات أن أكاشف زملائى بنص المعاهدة التى تفاوضنا فيها معا، وأن أحصل على مصادقتهم عليها. لذلك لم أستطع أن أتبين الأسباب التى حملت دولتكم على تأخير توقيع وثيقة صرحتم  منذ شهر نوفمبر الماضى بالموافقة عليها، تأخيرا ليس من شأنه - بحسب ما أرى - تذليل الصعاب  التى أعلم أنها محيطة بكم والتى كنتم، بحسب ما يؤخذ من تصريحات نفسها، علي ثقة من التغلب عليها.

         على أنى لم أستطع فيما يختص ببعض المسائل أن أساير دولتكم فيما جاء بالرسالة التى بعثتم بها إلىَّ من التدليل والإشارات فقد وضع الملحق 1 (ا) والملحق 2 (ج) من المعاهدة عن مسألتى الجيش  والبوليس، واتفقنا فى لندرة اتفاقا تاما على النصوص، ولهذه النصوص من أول نظرة فيها معنى صريح جدا. ولا يمكن أن يكون لها غير ذلك المعنى، فلا يمكن أن تكون ثمة مسألة تفسير نصوص. ومع ذلك فرغبة فى إجابتكم إلى ما رأيتم. عرضت حكومة حضرة صاحب الجلالة الملك. من وجوه التساهل ما لو نفذ لعد مخالفة للنص الذى تمت الموافقة عليه فى لوندرة. أما ما يتعلق بالجيش المصرى فحكومة حضرة صاحب الجلالة مستعدة للمناقشة فى أن تستبدل بالنظام الحالى بعثة عسكرية بريطانية، وأما ما يتعلق بالبوليس فقد اقترحت بصدده عرض المسألة على مجلس جمعية الأمم بعد زمن قصير لا يتجاوز بعض السنوات وقد عهدت إلى اللورد لويد أن يبسط لدولتكم بإسهاب وجهة نظر حكومة حضرة صاحب الجلالة فى هاتين المسألتين.

<1>