إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (31)

نداء عام إلى جميع المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها(*)
مكة المكرمة في 1 شعبان سنة 1343هـ الموافق 25 فبراير 1925م

من سلطان نجد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود
إلى كافة إخواننا المسلمين في أقاصي الأرض وأدانيها

نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. ونستفتح بالذي هو خير. وبعد، فلقد منّ الله علينا، وأمدنا بعنايته في دخول هذه البلاد المقدسة. وتفضل علينا، ومكننا من طرد الحسين وأولاده، الفئة الباغية، من هذه الديار المطهرة. وبذلك زالت والحمد لله دولة الظلم والجبروت. وحلت الشريعة السمحة محل الأغراض والأهواء، وتوزع العدل بين الناس، سواء في ذلك الصغير والكبير، والشريف والوضيع، فساد النظام في البلد المطهر وفي سائر أنحاء البلاد، واستتب الأمن وعمت السكينة والطمأنينة سائر الأرجاء بصورة لم تعهد من قبل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وهذا مصداق لقول رسول، الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على بالحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى".

هذه هي الحقيقة الراهنة في البلاد، ولكن الحسين وأولاده وأشياعهم، قعدوا في الخارج يختلقون (*) الأراجيف ويشيعون الأكاذيب عن الموقف الحربي في الحجاز، وعما يمكن أن يؤول إليه موسم الحج في هذا العام تضليلاً للأفكار، وتشويهاً للحقائق.

ولمّا كان من أجل مقاصدنا خدمة الإسلام والعالم الإسلامي، وهو المبدأ الذي اتخذناه عند الشروع في هذه القضية العظيمة الشأن، رأيت الواجب يدعوني لأبين للمسلمين عامة ما يأتي:

  1. أن جندنا قد حصر علياً بن الحسين وجنده وقواه في بلدة جدة التي أحاطها بالأسلاك والحصون، وضيق عليه تضييقاً عظيماً، وسيخرجه منها في وقت قريب إن شاء الله تعالى.
  2. إننا نرحب ونبتهج بقدوم وفود حجاج بيت الله الحرام من كافة المسلمين في موسم هذه السنة، ونتكفل بحول الله، بتأمين راحتهم والمحافظة على جميع حقوقهم، وتسهيل أمر سفرهم إلى مكة المكرمة، من إحدى الموانئ التي ينزلون إليها وهي رابغ أو الليث أو القنفذة، وقد أحكم فيها النظام، واستتب الأمن استتباباً تاماً، منذ دخلتها جيوشنا، وسنتخذ من التدابير في هذه المراكز، جميع الوسائل التي تكفل تأمين راحة الحجاج إن شاء الله تعالى.
  3. أعلن لكافة إخواننا المسلمين، أنه لم يبق أثر للمشاكل والعراقيل التي كان يضعها الحسين ضد المشاريع الخيرية والاقتصادية وأن أبواب الحجاز مفتوحة لجميع من يريد القيام بأي عمل خيري أو اقتصادي. وأن الحكومة المحلية مستعدة للقيام بجميع التسهيلات الممكنة، لتنشيط من يريد القيام بهذه المشاريع الخيرية والاقتصادية.

هذا ما أردنا إعلانه للناس كافة، ليحيط الجميع علماً به، سائلاً الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، ويهدينا وإياكم إلى سبيل الرشاد إنه ولي التوفيق، نعم المولى ونعم النصير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

                      سلطان نجد
                      عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود


(*) جريدة "أم القرى"، العدد 12، الصادر في 2 شعبان 1344هـ / 27 فبراير 1925م، ص 2.