خطاب الرئيس ايزنهاور في الإذاعة والتليفزيون في 20 فبراير 1957
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1209 - 1213"

خطاب الرئيس ايزنهاور
في الإذاعة والتليفزيون^(*)
في 20 من فبراير سنة 1957

        أعود لأتحدث إليكم عن الوضع في الشرق الأوسط وعن مستقبل الأمم المتحدة والسلام في الشرق الأوسط.

        لقد مضى أربعة أشهر منذ أن تحدثت عن الأزمة في المنطقة، وفي خلال هذه المدة حققت الأمم المتحدة نجاحا كبيرا في حل بعض المشاكل المعقدة، ونحن نواجه الآن لحظة حاسمة نتيجة عدم خضوع إسرائيل في سحب قواتها وراء خطوط الهدنة بموجب قرار الأمم المتحدة الخاص بهذا الموضوع لقد اجتمعت اليوم مع زعماء الحزبين في مجلس الشيوخ والبرلمان وجرى بيننا تبادل مفيد في الآراء وساد الشعور العام في هذا الاجتماع أنه يجب استعراض الموقف أمام الشعب الأمريكي.

        والآن وقبل أن أتحدث عن المشاكل الحاضرة أريد أن أوضح أن هذه المشاكل ليست بعيدة منا،أو غائبة عنا، وإنما تهم كل واحد منا.

        يعتبر الشرق الأوسط جسرا كبيرا بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتمر في الشرق الأوسط ملايين الأطنان من السلع التجارية كل عام، كما أن منتجاته مثل البترول تعتبر ضرورة حيوية لأوروبا وللعالم الغربي.

        وليست للولايات المتحدة أية مطامع في المنطقة، ولكنها تأمل فقط بأن يحصل كل بلد فيه على استقلاله، ويعيش بسلام مع نفسه ومع جيرانه ويقيم تعاونا سلميا مع الآخرين ويعمل على تطوير مصادره المادية والروحية وهذا يعتبر أكثر حيوية للسلام ولوجودنا جميعا، وهذا ما يهمنا اليوم.

        وفي هذه الليلة سأستعرض جميع المسائل، وأحدد الموقف الذي يجب أن تتخذه الأمم المتحدة في اعتقادي حيال الوضع في الشرق الأوسط.

        وعندما تحدثت إليكم في شهر أكتوبر الماضي أشرت إلى أن الولايات المتحدة تعتقد تماما أن العمل العسكري ضد مصر كان نتيجة لاستفزازات خطيرة ومتكررة، وقلت أيضا بأن استعمال القوة العسكرية في حل الخلافات الدولية، لا يتلاءم مع مبادئ وأهداف الأمم المتحدة وأضفت قائلا: بأن بلادنا تؤمن بأن الحرب لا يمكن أن تخدم مصالح الشعوب المعتدية التي هي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، لذلك أكدت أن الولايات المتحدة ستعمل جاهدة بالتعاون مع الأمم المتحدة لفض النزاع، وسنكافح

<1>